إسهامات برامج الإرشاد الأكاديمي الجمعي في تحقيق الأمن الفكري لدى الشباب الجامعي : دراسة مطبقة على طلاب قسم الاجتماع و الخدمة الاجتماعية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

Author

باسم بكري إبراهيم

Source

مجلة كلية الخدمة الاجتماعية للدراسات و البحوث الاجتماعية

Issue

Vol. 2018, Issue 13 (31 Oct. 2018), pp.195-233, 39 p.

Publisher

Fayoum University Faculty of Social Work

Publication Date

2018-10-31

Country of Publication

Egypt

No. of Pages

39

Main Subjects

Sociology and Anthropology and Social Work

Topics

Abstract AR

لقد أصبح الأمن الفكري من الموضوعات الهامة و الحيوية و المؤثرة في حياة الشعوب أجمع و مستقبلها وذلك لكونه مسالة أساسية و معاصرة و لا مناص من الاهتمام به في ظل معطيات الأوضاع التي تعيشها الامة العربية و الإسلامية و ما أفرزته من توترات أدت إلى بروز ظاهرة الانحراف الفكري.

و يعد الأمن الفكري من أهم أنواع الأمن بل و يمثل ركيزة أساسية كونه يتعلق بعقول أبناء المجتمع و فكرهم و ثقافتهم بل هو طريقا لكي يتحقق الأمن بمفهومه الشامل و من ثم يتضح الحاجه الماسة إليه و خاصة أنه يحقق للمجتمع أهم خصائصه و تماسكه و ذلك بتحقيق التلاحم و الوحدة في الفكر و المنهج و الغاية أضف إلى ذلك أن الفكر في أي مجتمع هو الذي يحدد هويته و ذاتيته المميزة المتفردة كما أن تحقيق الأمن الفكري هو المدخل الحقيقي للإبداع و التقدم و النمو لحضارة المجتمع و ثقافته وعليه فتحقيقه هو حماية للمجتمع بصفة عامه و لفئة الشباب بصفة خاصة و وقاية لهم مما يؤثر عليهم من أفكار دخيلة و هدامة تعج بها كثير من الفضائيات و شبكات المعلومات و غيرها من آليات العولمة الأخرى.

و لذلك تعالت الأصوات و الدعوات من قبل المفكرين و المسؤولين بضرورة تحقيق الأمن الفكري باعتباره الضامن الوحيد و الحماية الأكيدة للأمن بمفهومه الشامل و خاصة إن ما يهدد الأمن و الاستقرار في أي بلد أو مجتمع ينطلق عادة من القناعات الفكرية أولا و هو ما يتطلب إعطاء الأمن الفكري أهمية كبيرة من حيث ترسيخ مفهومه و أهميته و اتخاذ اللازم من إجراءات و تدابير لجعله واقعا ملموسا.

و تحقيق الأمن الفكري في ظل المتغيرات المعاصرة أصبح لا يقتصر على دور الأجهزة الأمنية فقط فالأجهزة الأمنية مهما أوتيت من إمكانيات و قدرات لا تستطيع أن تقوم بجميع الأدوار الأمنية من توعية ووقاية و مكافحة و حفظ للأمن الفكري و كذلك الإجراءات الأمنية كافة في جميع الأماكن و الاوقات و المجالات و هذا يؤكد على أن جميع مؤسسات المجتمع شريك أساسي وهام مع أجهزة الامن في الوقاية و تحقيق استباب الامن و الاستقرار.

هذا و تعددت الدراسات التي تناولت موضوع الأمن الفكري و هذا يدل على الاهمية القصوى له أحد الموضوعات المعاصرة بالمجتمعات العربية و العالمية.

دراسة (عاطف 2017) بعنوان الامن الفكري و علاقته بالذكاء الانفعالي و اتخاذ القرار لدى طلبة جامعة القاهرة و هدفت الدراسة إلى الكشف عن طبيعة العلاقة بين الامن الفكري و الذكاء الانفعالي و اتخاذ القرار لدى طلاب جامعة القاهرة وتوصلت الدراسة إلى العديد من النتائج الهامة منها وجود علاقة ارتباطية موجبة دالة بين الامن الفكري و الذكاء الانفعالي و اتخاذ القرار لدى طلاب الجامعة كما كشفت الدراسة إمكانية التنبؤ بالأمن الفكري في ضوء متغيري الذكاء الانفعالي و اتخاذ القرار.

فدراسة (عطية 2016) بعنوان الاسهامات المجتمعية لتحقيق الأمن الفكري من منظور تنظيم المجتمع و التي هدفت إلى التعرف على واقع الاسهامات المجتمعية التي تبذل لتحقيق الأمن الفكري للشباب وتوصلت الدراسة إلى مجموعه من النتائج الهامة منها أنه لا يمكن التصدي للتطرف الفكري من قبل المؤسسات الأمنية فقط دون تدخل مؤسسات المجتمع عامة و لابد من حث مؤسسات المجتمع مثل الأسرة و المدرسة و الجامعة و المجد و التي تساهم في تنشئة الشباب لكي تقوم بغرس قيم المواطنة و الانتماء لمواجهة التطرف الفكري و الحفاظ على سلامة الوطن و لابد من تطوير البرامج لشباب و السماح لهم بالمشاركة في تنفيذهاp.

و في دراسة (Call 2015) بعنوان إدراك طلاب الجامعات لمعنى الأمن الفكري هدفت الدراسة لتحديد مدى ادراك طلاب الجامعات لمعنى الامن الفكري و علاقته بمكانتهم المعرفية من خلال الدراسة و تحديد العناصر الضرورية لإيجاد بيئة أمنه فكريا و مدى تأثر مفاهيم الأمن الفكري بالمكانة المعرفية و الخلفية الثقافية وقد أظهرت نتائج الدراسة ان الطلاب عينه الدراسة لديهم خلفيات عقائدية أثرت على تعريفهم للأمن الفكري.

و نجد دراسة (المالكي 2014) بعنوان دور المؤسسات التعليمية في تحقيق الأمن الفكري والوقاية من التطرف و الإرهاب و من أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة أن ما يشهده العالم من ارهاب و تدمير انما هو يرجع بالأساس إلى فقدان الأمن الفكري و اختلاله و أن الانحراف الفكري من اخطر أنواع الانحرافات لما يترتب عليه من أضرار لا يمكن حصرها وان الشريعة الإسلامية كفلت تحقيق الامن الفكري و المحافظة عليه و بناء على ما توصلت اليه الدراسة من نتائج فقد انتهت إلى مجموعة من التوصيات التي يأمل الباحث أن تسهم في تحقيق تطلعات الدولة و المجتمع لدور المؤسسات التعليمية في تحقيق الأمن الفكري و القضاء على الانحراف الفكري بأشكاله المختلفة.

و في دراسة أخرى (Mahabi Victoria 2010) و التي تناولت أمن المعلومات و مدى تحقيقها للأمن الفكري لدى الشباب و طبقت الدراسة على طلاب جامعة فلوريدا و ركزت الدراسة على الأساليب المختلفة المستخدمة لتقليل الاختراقات المعلوماتية و الفكرية و التي يكون لها تأثير على الامن الفكري لدى الشباب الجامعي وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج الهامة منها أن تكنولوجيا الاتصالات و المعلومات التي تبث للشباب تؤثر بشكل كبير على الأمن الفكري لديهم في تناولهم لكثير من القضايا الاجتماعية و السياسية و الثقافية وأن الاهتمام بأمن المعلومات و العمل على تقليل الاختراقات المعلوماتية و الفكرية يؤدي إلى تحقيق الأمن الفكري لدى الشباب ووعيهم بقضايا مجتمعهم الاجتماعية و السياسية و الثقافية.

و تحقيق الأمن الفكري لا يقتصر فقط على مؤسسات الأمن في المجتمع بل يجب على جميع مؤسسات المجتمع المساهمة في ذلك و من هذه المؤسسات تظهر المؤسسات التعليمية سواء كانت مدارس أو جامعات.

و هو ما أكدته بعض الدراسات على أهمية المؤسسات التعليمية في تعزيز الأمن الفكري مثل دراسة (مروان الصقيعي 2006) و التي هدفت إلى تفعيل دور المؤسسات التعليمية في تعزيز الامن الفكري و توصلت الدراسة إلى ضرورة أن تضع المؤسسات التعليمية خططا يمكن قياسها و تقويمها لتأهيل العاملين بها و لبيات دورهم في تعزيز الامن الفكري و كذلك أوصت الدراسة بضرورة إنشاء لجان للأمن الفكري داخل كل مؤسسة تعليمية يكون منوط بها رسم الخطط و البرامج المشتركة و الأهداف و قياسها لتعزيز الأمن الفكري.

فمن الصعب تحقيق الأمن في أي مجتمع إلا من خلال الاستفادة القصوى من التعليم من خلال أساليبه ووسائله التربوية التي تساهم في وقاية المجتمع بشكل عام فهي ليست مسؤولية أجهزة الأمن فقط إنما تتعدى مسؤولياتها إلى جميع مؤسسات المجتمع و من أهمها المؤسسات التعليمية و ذلك من خلال ترسيخ القيم الروحية و الأخلاقية و الفكر الإسلامي الصحيح.

و هذا ما أكدته دراسة ((Tomlinson 2006 و التي هدفت إلى تحديد دور المؤسسات التعليمية في تعزيز مبادئ الأمن الفكري من خلال دمج القيم الأخلاقية و الثقافية في المناهج التعليمية وتوصلت الدراسة إلى نتيجة هامة مفادها أن المدرسة و المعلم يؤديان دورا رئيسيا في تعزيز الأمن الفكري بين الطلاب من خلال الجهود التي يبذلونها في نشر مفاهيم القيم و الأخلاق و الثقافة.

و تعد فئة الشباب من أكثر فئات المجتمع تأثرا بالتغيرات الاجتماعية وهم نقطة الانطلاق لكثير من البرامج التنموية و الاجتماعية فالشباب في هذه المرحلة الحساسة من العمر لا يستطيعون في الغالب استيعاب التغيرات السريعة المتلاحقة التي يمرون بها مما قد ينعكس على سلوكهم و تصرفاتهم و تمثل فئة الشباب أكثر الفئات العمرية في المجتمع و أكثر القوى العاملة المؤثرة في أي مجتمع.

و من هذا المنطلق كان الاهتمام برعاية الشباب و تقديم الخدمات المتكاملة لهم من خلال كافة المؤسسات التي توفر لهم تلك الرعاية بتعاون كافة المهن و منها مهنة الخدمة الاجتماعية باعتبارها أهم المهن العاملة في مجال رعاية الشباب متعاونة مع المهن الأخرى لتحقيق الرعاية المتكاملة للشباب و مساعدتهم في اشباع احتياجاتهم و حل مشكلاتهم في تلك المرحلة العمرية التي تحتاج إلى تعامل خاص من جانب المهنيين لتحقيق أهداف المجتمع في ظل المتغيرات الراهنة و إعداد جيل من الشباب قادر على النهوض بمجتمعه.

فالخدمة الاجتماعية تسعى في مجال عملها في رعاية الشباب لإشباع الاحتياجات الأساسية لهم و المساهمة في تعديل الأفكار و الاتجاهات و المعتقدات الخاطئة لديهم ووقايتهم من الانحراف و دعم الإحساس بالانتماء لمجتمعهم وحمايتهم من الاستقطاب الفكري و مساعدتهم على حل مشكلاتهم و قضاياهم على المستوى الفردي و الجماعي و المجتمعي.

فهي مهنه تسعى جاهدة إلى مواكبة المتغيرات العالمية و التصدي إلى الكثير من المشكلات المصاحبة لتلك التغيرات و الاستجابة للاحتياجات المتغيرة للأفراد و الجماعات وذلك من خلال الأنشطة الجماعية و الاجتماعية التي تستهدف ترسيخ القيم الإيجابية و السلوك الإيجابي و المساهمة في تدعيم المسؤولية الاجتماعية للشباب مدعمة بقاعدتها المعرفية و أساليبها العلاجية و الفنية المتنوعة.

و تعتبر طريقة العمل مع الجماعات كأحد طرق الخدمة الاجتماعية و التي تهدف إلى إحداث تغييرات إيجابية مقصودة في الأفراد و الجماعات من خلال ما توفره من خبرات جماعية متنوعة لأعضائها و تفاعلات موجهه تتيح لهم فرص تحسين أدائهم الاجتماعي و تهيئة المناخ المناسب لاكتساب خصائص المواطنة الصالحة لكي يسهموا بفاعلية في نمو مجتمعهم.

و يعد البرنامج في طريقة العمل مع الجماعات أداه هامة لتعديل و تغيير أفكار و اتجاهات و سلوكيات أعضاء الجماعة من خلال الأنشطة المختلفة التي يتضمنها البرنامج و بمساعدة اخصائي الجماعة و توجيهه لها و من خلال أنشطة البرنامج المتنوعة يمكن لأخصائي الجماعة تحصين الشباب و وقايتهم من الانحراف الفكري و أيضا مواجهة و علاج أي انحراف فكري متطرف إن وجد و المساعدة على اكسابهم القدرة على التعامل مع هذه الأفكار و غرس قيم الانتماء و الولاء لدينهم و مجتمعهم.

و يعتبر برامج الإرشاد الأكاديمي الجمعي التي تعدها الجامعات السعودية من اهم البرامج التي تساهم في تعديل أفكار الشباب و اكسابهم المهارات و الخبرات الجامعية و الحياتية وذلك من خلال حزمة من الأنشطة الجامعية الوقائية منها و العلاجية و النمائية بجانب الخدمات الفردية التي تقد للطلاب بهدف مساعدتهم على أداء أدوارهم الاجتماعية و الثقافية و التعليمية و الفكرية.

و يعد الارشاد الأكاديمي نشاطا أساسيا في التعليم الجامعي لاكتشاف رغبات الطلاب و قدراتهم و تحديد أهدافهم و مساعدتهم على تحقيقها بما يتلائم مع استعداداتهم و من هنا أصبح الارشاد الأكاديمي ضرورة حتمية في مؤسسات التعليم العالي حيث يقوم أعضاء هيئة التدريس المهنيون في هذا المجال بتقديم المساعدات للطلاب لتخطيط البرامج التي تعينهم على تحقيق أهدافهم الأكاديمية و المهنية فالطلاب يحتاجون على من يوجههم و يرشدهم إلى التكيف مع الحياة الجامعية و ما بعد الجامعة.

و هذا ما أكدته الين (Alen) من أن قيمة الإرشاد الأكاديمي أصبحت واقع ملموس و حقيقة في التعليم سواء الجامعي او ما قبل الجامعي فهو يؤثر تأثيرا ايجابيا على نجاح الطلاب و استمراريتهم و مثابرتهم على التحصيل الدراسي و يطور من مهاراتهم الأكاديمية و قراراتهم المهنية و تحقيق طموحاتهم التعليمية و رضاهم عن خبراتهم الجامعية.

و لخطورة الأفكار التي تبث للشباب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي و وسائل الاعلام الحديثة و الذي يفرض أهمية كبيرة لبرامج الارشاد الأكاديمي لإعداد الشباب الاعداد السليم حتى يصبحوا مواطنين صالحين نافعين لمجتمعهم بعيدا عن الأفكار المتطرفة.

و لأهمية برامج الارشاد الأكاديمي تحددت مشكلة الدراسة في الإجابة على التساؤل الآتي : ما إسهامات برامج الارشاد الأكاديمي في تحقيق الأمن الفكري للشباب

American Psychological Association (APA)

باسم بكري إبراهيم. 2018. إسهامات برامج الإرشاد الأكاديمي الجمعي في تحقيق الأمن الفكري لدى الشباب الجامعي : دراسة مطبقة على طلاب قسم الاجتماع و الخدمة الاجتماعية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. مجلة كلية الخدمة الاجتماعية للدراسات و البحوث الاجتماعية،مج. 2018، ع. 13، ص ص. 195-233.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1132001

Modern Language Association (MLA)

باسم بكري إبراهيم. إسهامات برامج الإرشاد الأكاديمي الجمعي في تحقيق الأمن الفكري لدى الشباب الجامعي : دراسة مطبقة على طلاب قسم الاجتماع و الخدمة الاجتماعية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. مجلة كلية الخدمة الاجتماعية للدراسات و البحوث الاجتماعية ع. 13 (2018)، ص ص. 195-233.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1132001

American Medical Association (AMA)

باسم بكري إبراهيم. إسهامات برامج الإرشاد الأكاديمي الجمعي في تحقيق الأمن الفكري لدى الشباب الجامعي : دراسة مطبقة على طلاب قسم الاجتماع و الخدمة الاجتماعية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. مجلة كلية الخدمة الاجتماعية للدراسات و البحوث الاجتماعية. 2018. مج. 2018، ع. 13، ص ص. 195-233.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1132001

Data Type

Journal Articles

Language

Arabic

Notes

يتضمن مراجع ببليوجرافية : ص. 231-233

Record ID

BIM-1132001