التفاعل الموسيقي في القصيدة العربية : ألوانه و ملامحه الفنية

Abstract AR

مقدمـــــــــــــة الحمد لله واهب النعم واسع الكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم.

و الصلاة و السلام على صاحب الخلق الأكرم سيدنا محمد هادي الأمم و على آله و صحبه و سلم ما تحرك لسان في فم.

أما بعــــــــــــد فيعد الشعر فن العربية الأول و تعد القصيدة مرآة ينعكس عليها حال العربي و تظهر فيها خلجات نفسه و نبضات قلبه.

وقد اعتمدت القصيدة العربية على دعائم تقوم عليها و عناصر تسهم في تشكيلها و من أهم هذه الدعائم وتلك العناصر ـ الإيقاع الساحر الذي يميز القصيدة العربية و يجعلها أشبه بلحن بارع ينساب إلى الآذان نغما يسحر الألباب و يستهوي الأفئدة.

وموسيقا الشعر ليست حكرا على مبدع و لا يختص بها شاعر دون شاعر فمن السهل أن تتشابه قصيدتان بل قصائد في الوزن و القافية من دون أن يدرك المتلقي هذا التشابه أو يعبأ به.

لكن الشاعر قد يعمد إلى محاكاة قصيدة غيره في إطارها الموسيقي جميعه أو في جزء منه وذلك من قبل الإعجاب بها و الحرص على محاكاتها و حينئذ تكون هذه المحاكاة تفاعلا موسيقيا من الشاعر المتأخر مع المتقدم وقد يكون هذا التفاعل الموسيقي جزءا من التفاعل في كثير من العناصر الفنية للقصيدة و لا سيما إذا كان الدافع من التفاعل مع القصيدة و محاكاتها هو الإعجاب بها.

بل قد يصل إعجاب الشاعر بقصيدة غيره إلى حد يجعله يلجأ إلى التصرف فيها بزيادة بعض الأجزاء بحيث يصير نصه و نص غيره قطعة أدبية و احدة.

وقد بدا لي في هذا البحث المتواضع أن أقوم بدراسة ألوان هذا التفاعل الموسيقي في القصيدة العربية و ملامحه الفنية.

وقد رأيت تقسيمه إلى خاتمة يكتنفان مباحث أربعة وذلك على النحو التالي: المقدمــة: وفيها الحديث عن أهمية الموضوع و أسباب اختياره وخطة السير فيه.

المبحث الأول: التفاعل الموسيقي في الإطار العام للقصيدة.

المبحث الثاني: التفاعل الموسيقي في جزء من إيقاع القصيدة.

المبحث الثالث: التفاعل الموسيقي بإضافة أجزاء أخرى إلى القصيدة الأصلية.

المبحث الرابع: الملامح الفنية للتفاعل الموسيقي.

وفيها الحديث عنوأهم نتائجه.

و الله الموفق و هو الهادي إلى سواء السبيل الباحث