وسائل الاتصال الحديثة و الإعلام العربي : الواقع و التطلعات

Author

مراد، بركات محمد

Source

مجلة شؤون اجتماعية

Issue

Vol. 21, Issue 81 (31 Mar. 2004), pp.147-160, 14 p.

Publisher

Sociologist Association

Publication Date

2004-03-31

Country of Publication

United Arab Emirates

No. of Pages

14

Main Subjects

Telecommunications Engineering

Topics

Abstract AR

إن هذا العدد الهائل من ساعات البث، والعدد الكبير من الأقنية التلفزيونية العربية ( 20قناة ) الفضائية العربية يلقي على عاتق الإعلاميين والمثقفين بل والأنظمة السياسية مهمات جسيمة، إذ ليس من السهل ملء هذا الكم الهائل من الساعات ببرامج متوازنة ومفيدة وتحقق مصداقية القناة بل ومصداقية الإعلام العربي لدى المتلقي. ولذلك لا بد من العمل الجاد والمسؤول لزيادة التدفق بين البلدان العربية، وذلك بتنفيذ اتفاقيات التعاون العربي الثقافي والإعلامي، ومقررات المنظمات العربية المتخصصة، وتخفيف الرقابة وإعفاء المادة الثقافة والإعلامية من الرسوم الجمركية والضرائب وأجور النقل ومضاعفة التبادل البرامجي أضعافا عدة. كما أنه من المفروض على القنوات الفضائية العربية أن تعمل لتعميق أواصر اللحمة القومية العربية، وتعريف العرب بعضهم ببعضهم الآخر.

ومواجهة الاختراق الثقافي الأجنبي فضلا عن التعريف بالقطر الذي يملكها، والمساهمة في نشر الثقافة العربية في الخارج والتعريف بها.

والمساهمة في الثقافة الإنسانية والحضارة الإنسانية. من المهم بث مواد عن الشؤون المحلية في القناة الفضائية فهذا جزء من مهماتها ، لكن الأمر يقتضي تنقية هذه المواد من بعض الموضوعات المخصصة للمتلقي المحلي، وتغيير أسلوب إنتاجها لتناسب المتلقي خارج الحدود، خاصة وأن أي متلق عربي بحاجة حقيقية لمعرفة شؤون المحلية في الأقطار الأخرى.

والمشاكل التي يواجهها الناس فيها.

وأنماط حياتهم وسلوكهم وأولياتهم، وغير ذلك. من المهم كذلك أن توسع البرامج العربية من مساحة الاتصال بالجماهير العربية وإنعاش الحوار معهم، وإضفاء الحيوية على هذه البرامج، بل وإفساح المجال للنزول إلى المجتمع الواسع الرحب ومناقشة قضيا الناس وهمومها، مما يشجع على التواصل بين المتلقين والمرسلين، ويتيح لوسائل الإعلام أن تعكس ما في المجتمع ، فيجعلها ذلك وسيلة تثقيف وحوار وإبداع ، مما يعزز مصداقيتها لدى المتلقي العربي. إن هذا يقتضي منا في المجتمعات العربية الإسلامية، أن ندرس أخلاقنا السياسية والثقافية، دراسة تفكيكية نقدية، دراسة يحكمها روح التسامح بين الدولة ومؤسسات المجتمع المدني، وفي هذا المعنى يمكن أن ينشأ الخطاب الذي طالما فقدناه.

ذلك القائم على ديمقراطية العلاقة بين قوى المجتمع وأحيازه واختلافاته وتنوعاته الفكرية، والسياسية والثقافية ، والاجتماعية. إنه الخطاب الديمقراطي الحر، هذا الذي تكون الحرية فيه مفهومة على أنها التحرر من كل إكراه، أو قسوة تحول دون الإنسان وفعله وما يود فعله. إن الخداع الإعلامي هو أخطر أنواع الخداع لأنه يقلب الحقائق رأسا على عقب ثم يعود ليبثها من جديد كحقائق لا تقبل الشك والمراجعة. وإذ كانت البرامج الثقافية وسيلة لتحقيق الهدف الثقافي فعليها أن تستكمل عدة شروط تساعدها على تحقيق وظيفتها، وعلى رأس هذه الشروط ما يلي : - أن تكون البرامج منوعة، بالموضوع، والأسلوب، والشكل، بما يتناسب مع اتساع مجالات الثقافة وتنوعها، وغناها، وأن يكون حجم هذه البرامج يتناسب مع الدور الذي تؤديه الثقافة في حياة المجتمعات. - أن تضع في اعتبارها أنها مواجهة لغير المختصين، وللشريحة الأكبر من المثقفين، بما يمكنهم من فهمها واستيعابها، ومتابعتها، والاستمتاع بها في الوقت نفسه. - أن تضع في اعتبارها احترام حق التعبير، وأهمية الحوار، وتعددية الآراء وتبتعد قدر الإمكان عن الرؤية وحيدة الجانب، والموقف المتشدد من الرأي والرأي الآخر. وكل هذا لا يمكن أن يتم إلا في ضوء المعايير الآتية: 1- تخليص المادة المنتجة من القضايا المحلية الصرفة، والتخلص من الطابع الدعائي، والهدف السياسي الآني والمباشر. 2- أن يتحاشى أسلوب الإنتاج " التلقين " حتى ولو كانت المادة توثيقية،وأن يحترم تعدد الآراء، ويبتعد عن الإنشائية والمبالغة. 3- أن يتم الاهتمام بالمواضيع القومية المتشابهة،مقارنة وتضادا وتشابها،ليس للتعريف فقط بل للتحفيز أيضا. إن تعدد القنوات الفضائية العربية يؤكد الحاجة الملحة أكثر فأكثر إلى إنتاج مزيد من البرامج، وخاصة البرامج الثقافية، كما يؤكد ضرورة زيادة حجم هذه البرامج وساعات البث المخصصة لها، بهدف تعميق الثقافة القومية،وتطوير معارف المتلقي وثقافته ومداركه،والتأثير في نمط سلوكه، وحمايته من الثقافة الاستهلاكية.

فالنجاح في استثمار هذه القنوات يتطلب فهم مهمات الإعلام الوطني، والثقافة القومية، ومعطيات الإعلام العالمي الراهن، وعلاقة الإعلام بالتنمية الشاملة ، وبمسارات الحرية، والديمقراطية، وبحق الاتصال والتعبير وتعددية الآراء ، وتنفيذ خطة إنتاج واسعة، والقيام بتبادل وتنسيق بين المحطات العربية، كل ذلك من أجل مواجهة الهيمنة والتدفق، والغزو الضار، وتقديم برامج تزيد من أواصر التعاون والمحبة بين أبناء الأمة العربية، وتساعدهم على تحقيق التنمية الشاملة.

American Psychological Association (APA)

مراد، بركات محمد. 2004. وسائل الاتصال الحديثة و الإعلام العربي : الواقع و التطلعات. مجلة شؤون اجتماعية،مج. 21، ع. 81، ص ص. 147-160.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-11356

Modern Language Association (MLA)

مراد، بركات محمد. وسائل الاتصال الحديثة و الإعلام العربي : الواقع و التطلعات. مجلة شؤون اجتماعية مج. 21، ع. 81 (آذار 2004)، ص ص. 147-160.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-11356

American Medical Association (AMA)

مراد، بركات محمد. وسائل الاتصال الحديثة و الإعلام العربي : الواقع و التطلعات. مجلة شؤون اجتماعية. 2004. مج. 21، ع. 81، ص ص. 147-160.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-11356

Data Type

Journal Articles

Language

Arabic

Notes

يتضمن مراجع ببليوجرافية : ص. 159-160

Record ID

BIM-11356