القيم الإنسانية عند شعراء النصارى قبل الإسلام : قيم الكرم و العفة و حسن الجوار نموذجا : دراسة موضوعية

Abstract AR

إذا كان الشعر يمثل قيمة كبرى لدى المجتمع الجاهلي فإن قيمة هذا الشعر تكمن في مجموعة القيم الإنسانية التي عبر عنها الشاعر في تضاعيف قصائده و الخطيب في خطبه و أقواله المنثورة و المأثورة فالمجتمع في العصر الجاهلي مثل غيره من المجتمعات ضم عددا من المصلحين شعراء و خطباء وطائفة من العلماء و الحكماء و رجال الدين سعوا بأقوالهم و أفعالهم إلى غرس جماع من القيم الإنسانية العليا المتنوعة في نفوس المجتمع و أخذوا على عاتقهم تغيير المجتمع إلى الأفضل الذي ينشدونه.

و كان من أبرز تلك القيم الإنسانية التي سعوا إلى غرسها في النفوس القيم الاجتماعية وهي إحدى أهم القيم الإنسانية التي تعد بالنسبة لأي مجتمع أعمدة البناء التي تحمله و تحميه من الانهيار ذلك لأن المجتمع يحتاج لبناء حضارته ورقيه و نمائه مجموعة من القيم الاجتماعية المحمودة التي تغرس في نفوس أفراده.

و تعد طائفة الشعراء و الخطباء من أبرز هؤلاء المصلحين و أكثرهم صوتا مسموعا و رهبة في نفوس أفراد المجتمع ولم تك شعراء النصارى – بأعدادهم الكبيرة المنتشرة في الجزيرة العربية -بمنأى عن ذلك المجتمع فقد كانوا مدركين بحكمتهم وقيمهم الإنسانية -التي اقتبسوها عن كتبهم المقدسة -أهمية تلك القيم الإنسانية الاجتماعية في بناء مجتمعهم فهي قيم وضعها الإله لخير البشرية و إصلاحها لذلك سعوا بكل جهد إلى التعبير عن تلكم القيم بكل صورها و أشكالها في قصائدهم و مقطوعاتهم و كانت من أهم تلك القيم الإنسانية الاجتماعية التي تناولوها في شعرهم و أكثروا فيها القول قيمة الكرم و العفة و حسن الجوار.

ا