التضاد في دلالة لاحقة (التاء)‎

Abstract AR

أطلق النحاة على (التاء) اللاحقة بالأسماء و الصفات مصطلح (علم التأنيث) ذلك أن وظيفتها الأصيلة فصل المؤنث عن المذكر فهي– على هذا المعنى– فارقة بين الجنسين.

و علامات التأنيث –بوجه عام- تختص بـ"الأسماء دون الأفعال و الحروف وذلك من قبل أن الأسماء تدل على مسميات تكون مذكرة و مؤنثة فتدخل عليها علامة التأنيث أمارة على ذلك و لا يكون ذلك في الأفعال^[i] و لا الحروف^[ii]"^[iii].

و أصل هذا الاستعمال للتاء أن تكون في الصفات لتطابق بنية الجنسين فيها و لا سيما الصفات الجارية على الفعل فكانت الحاجة إلى علامة فارقة لا مناص منها دفعا للبس.

أما الأسماء الجامدة فـ(تاء التأنيث) طارئة عليها إذ التأنيث فيها يتحقق بالصيغة نحو: رجل و امرأة^[iv] حمار و أتان.

.

.

في الأناسي و الدواب و كذا فيما كان من الجمادات أو ما لا روح فيه نحو: الشمس و النار و الريح.

.

.

إلخ.

وهي لا مقابل لها –بداهة- في المذكر لأن التأنيث فيها من باب المجاز و عرف الاستعمال بخلاف الضرب الأول.

و رغم أصالة لاحقة (التاء) في الدلالة على التأنيث إذ هي –بتعبير النحاة- علمه و أمارته ففي طاقتها أن تقوم بوظائف عديدة أخرى ينطوي بعضها على دلالات متضادة تنبئ عن ثراء المخزون الدلالي في لاحقة (التاء) مما يجعلها جديرة بالبحث و الاستقصاء بغرض رصد دور (التاء) في إنشاء دلالات متضادة و الكشف عن الخصائص الصرفية و الدلالية للكائنات اللغوية الملقحة بـ(التاء) الضامنة للدلالة و ضدها.