تأثير برنامج تعليمي باستخدام استراتيجيات التعليم المتمايز وفق أنماط المتعلمين على الدافعية و مستوى الأداء المهاري في مادة المنازلات لطلاب الفرقة الثانية بكلية التربية الرياضية-جامعة بنها

Abstract AR

تعد استراتيجيات التدريس في التربية الرياضية من الأمور التي يجب على جميع التدريسين الاهتمام بها، اذ تؤدي دورا اساسيا و فعالا في تنظيم الدرس وفي تناول المادة العلمية و التي لا يستطيع التدريسي الاستغناء عنها لأنه من دون طريقة تدريسية يتبعها لا يحقق الاهداف التربوية العامة و الخاصة، و من المعروف ان كل متعلم يتفاعل مع الموقف التعليمي من زاوية مختلفة تبعا لاهتماماته و قدراته و ميوله، و استعداداته، و بالتالي فان طريقة التدريس الجيدة هي التي تنوع خبراتها لتتلاءم مع هذه الفروق بين المتعلمين.

وتري صبحية الشافعي 2009م إن التدريس الذي يخطط بعيدا عن قدرات و ميول و اتجاهات و استعدادات و رغبات و حاجات المتعلمين الفعلية لا يمكن أن يحقق أهدافه مهما كان من جودة و إتقان و على العكس فمعرفة المعلم بقدرات المتعلمين و خصائصهم العقلية و مستويات نموهم و تحصيلهم و خلفياتهم العلمية و الاقتصادية و الاجتماعية و كذلك معرفة اتجاهاتهم و ميولهم وقيمهم تجعله أكثر فاعلية في تواصله و تفاعله معهم كما تساعد المتعلمين على تكوين اتجاهات ايجابية نحو المادة الدراسية و نحو المعلم.

و من هذا المنطلق فلقد ظهر مفهوم جديد للتعليم و التعلم ألا و هو التعليم المتمايز الذي يسميه بعض التربويين تنويع التدريس أو التدريس المتباين.

( 10: 92 ) الامر الذي يتطلب من المدرسين تبسيط و تدريج المحتوى و تنويع طرائق التدريس والموارد و أنشطة التعلم لتلبية الاحتياجات المتنوعة للطلاب فرادى و مجموعات لتحقيق أقصى قدر من فرص التعلم لكل متعلم في الصف الدراسي و يتم ذلك باستخدام التعليم المتمايز الذي يتم فيه التركيز على الأفكار و المهارات الأساسية في كل مجال من مجالات المحتوى و القدرة على الاستجابة للفروق الفردية بين المتعلمين فطلاب الصف الواحد وان كانوا في نفس السن يمكن أن يختلفوا إلى حد كبير في حياتهم و ظروفهم و تجاربهم الماضية و استعدادهم للتعلم و هذه الاختلافات يكون لها تأثير كبير على تعلمهم ( 21: 2 ) و التعليم المتمايز هو تعليم يهدف إلي رفع مستوي جميع الطلاب من خلال تقديم بيئة تعليمية مناسبة لجميع الطلاب باستخدام أساليب تدريس تسمح بتنوع المهام و النتائج التعليمية وذلك بإعداد الدروس و تخطيطها وفق مبادئ التعليم المتمايز.

(14: 3 ) و لقد تعددت أيضا مسميات هذا النوع من التعليم فنجد بعض التربويين يطلقون عليه عدة مسميات مثل التعلم المتمايز كما ذكرت كلا من ذوقان عبيدات و سهيلة أبو السميد 2009م محسن عطية 2009م و التعليم المتنوع كما قالت كوثر كوجك و آخرون 2008م و التعليم المتباين كما ذكر أحمد اللقاني وعلي الجمل 2001م.

(7 ) (14) ( 13) (3) كما يوضح "راين و يتكنز" Ryan Watkins (2005م) بأن أنماط التعلم هي الطرق التي يفضلها كل طالب لنهج معلومات جديدة فكل منا يتعلم و ينتج المعلومة بطريقته الخاصة و على الرغم من أننا نتشارك المناهج إلا أن كل منا له نمطه و أسلوبه المفضل في التعلم.

(20: 106) حيث يصنف بعض علماء النفس التربوي أنماط المتعلمين الى سمعي و بصري وحركي و يضيف بعضهم نمطا حسيا.

و التدريس وفق هذه الأنماط شبيه بالتدريس وفق الذكاءات المتعددة، بمعنى أن يتلقى الطالب تعليما يتناسب مع النمط الخاص به.

و التدريس بنمط تعليمي واحد لا يحقق التدريس الفعال، فعندما يستطيع المعلم أن يقابل ( أو يطابق ) بين نمطه التعليمي مع النمط التعليمي للطالب، و عندما يتعلم الطالب لأن يقابل نمطه التعليمي مع مهمة التعلم، سنجد إتجاهات الطالب قد تحسنت نحوة المادة، و الأنشطة، و التحصيل، و التفكير.

.

كما تساعد على تحسين دافعية المتعلم نحو ما يتعلمه.

( 8: 166) و يتفق كلا من محمد حسن علاوى 2007م و عمروحسن بدران 2005م على ان الدافعية تساعد في انجاز عملية التعليم حيث تمثل دوافع السلوك منزلة كبيرة في علم النفس لانها تمثل الاسس العامة لعملية التعليم و التدريب و اكتساب الخبرات المختلفة و تحقيق الاهداف و الصحة النفسية ( 15: 212) (11: 161) و على الرغم من تعدد و تنوع طرق و أساليب التدريس إلا أن مازال القائمون على العملية التعليمية في مجال التربية الرياضية لايستخدمون أساليب التدريس الحديثة بل يستخدمون إسلوب الشرح و النموذج (الأوامر) و انطلاقا من الاتجاهات الحديثة التي تدعو إلى الاهتمام بالطالب المتعلم ليصبح جزءا أساسيا في العملية التعليمية بحيث يصبح المتعلم مشاركا إيجابيا في عملية تعلمه وذلك من خلال اتخاذ قرارات التنفيذ و التقويم و لقد كان لعدم تطبيق الأساليب الحديثة في التدريس و التي تعتمد على إيجابية المتعلم و تنمية جوانب شخصيته ظهورا لمشكلة البحث حيث يرى الباحث أنه إذا ما تم تعليم المهارات بإسلوب الشرح و النموذج (الأوامر) فهنا تصبح مهمة القائم بالعملية التعليمية لاتختلف عن مهمة المتعلمين في حفظ الخطوات التعليمية للمهارة و تأديتها أمامهم لكى يقوموا هم بدورهم في حفظ هذه الخطوات و تأديتها.

مما دفع الباحث لاستخدام استراتيجية التعليم المتمايز لأنها تستخدم التنويع في اساليب التعليم ليتمكن كل متعلم من الحصول على المعرفة و تنمية مهاراته وفقا لقدراته و إمكانياته، كما أنها تراعي الفروق الفردية للطلبة و خاصة عند تدريسهم على المهارات ولما تمتلكه من خصوصية عن بقية المواد التدريسية من تغيير في الأداء و الأجواء التعليمية و بذلك فهي تساعد على تحسين دافعية المتعلم نحو ما يتعلمه و تقوم استراتيجية التعليم المتمايز على اساس ان التعليم لجميع الطلبة بغض النظر عن قدراتهم و مستوى ادائهم.

وفي حدود إطلاع الباحث على الدراسات التي تناولت هذا الموضوع و خاصة في مادة المنازلات لم يجد الباحث أي دراسة تناولت " تأثير برنامج تعليمي باستخدام إستراتيجية التعليم المتمايز على الدافعية و مستوى الأداء المهارى لمادة المنازلات لدى طلاب الفرقة الثانية بكلية التربية الرياضية - جامعة بنها ".

و من هذا المنطلق فقد اتجه فكر الباحث في عمل محاوله جادة لمعرفة الدور الذى تلعبه إستراتيجية التعليم المتمايز كأسلوب حديث في تعليم رياضات المنازلات ( ملاكمة – جودو – كاراتية ) و معرفة تأثيرها على مستوى الدافعية و الأداء المهارى لدى طلاب الفرقة الثانية بكلية التربية الرياضية و هذا ما سعى إليه الباحث من خلال إجراء هذه الدراسة.