التنظيم الذاتي للأنشطة الترويحية الرياضية لدى طلاب المرحلة الثانوية بدولة الكويت : دراسة تحليلية

Abstract AR

أصبحت ظاهرة الفراغ و الترويح تدخل ضمن نسيج النظم الاجتماعية التي يتألف منها المجتمع كما بدأ الاهتمام بالترويح كأحد مظاهر السلوك الحضاري للفرد و لذا فقد تزايد الاهتمام بالترويح و تعددت مجالاته لمواجهة الزيادة النامية لوقت الفراغ في المجتمع و زيادة الطلب على الترويح لاستثمار هذا الوقت.

و يشير كل من محمد الحماحمي و عايدة عبد العزيز(2007م) نقلا عن ناش Nash إلى أن الترويح تلك الأوجه من النشاط التي تجلب للفرد السعادة و تتيح له الفرصة للتعبير عن الذات و تتفق و دوافع الفرد وتتوافر فيها حرية الاختيار(7: 29).

و ترى عفاف أبو القاسم(2013م) أن الترويح جزء حيوي متمم للأفراد و لا يقل أهمية عن تعليمهم و تدريبهم و صحتهم كذا يحتل مكانة يستحقها من بين اهتمامات الأسرة و المجتمع لإتاحته أمام أبنائهما و شبابهما مجالا خصبا لتنمية شخصية الفرد جسميا نفسيا ذهنيا و اجتماعيا(4: 61).

و يشير كل من خليفة بهبهاني(2008م) و عويس محمد(2008م) إلى أن الأنشطة الرياضية جزءا من الترويح كنظام تربوي و إجتماعي و ممارسات فعالة يسعى الفرد من خلالها الحصول على الراحة النفسية الإرتقاء بمستوى اللياقة البدنية و تنمية ملكات الإبتكار لديه نتيجة الإنتظام في الممارسة كلا حسب ميوله و قدراته(3: 44)(5: 9).

فتنظيم الأنشطة الترويحية الرياضية إنما يعبر عن الطريقة التي يتم من خلالها تحقيق الأهداف وذلك من خلال تحديد أوجه النشاط التي يتضمنها التنظيم و يشير Cordes، K.

(2012م) إلى تفضيل الطلاب المشاركة في أنشطة بناءه تتوافق مع قدراتهم و امكاناتهم و اهتماماتهم و رغباتهم المختلفة إضافة إلى كونهم يبحثون عن فرص المشاركة في الأنشطة التي تتميز بعنصر الإثارة و التشويق و الاستمرارية و كذلك البعد عن الأنشطة التقليدية(15: 85).

لذا يرى Wopp، C.

(2002م) أن التنظيم الذاتي للأنشطة الترويحية الرياضية يعد معرفة كيفية أداء و ممارسة الأنشطة في وقت الفراغ و التي لا تنتظم لأية لوائح أو أنظمة أساسية أو اتفاقيات ضرورية إلا فقط عملية تفاهم بين الأفراد من حيث ضرورة وجود الإمكانية الزمنية و المكانية للنشاط(18: 177).

و يتفق كل من محمود رزيق(2002م) فايد رشيد و حمزة محمد(2005م) في أن القرن الحالي يشهد ظهور أنظمة جديدة تمكن الطلاب من تنظيم أنفسهم معتمدين في ذلك على قدراتهم الذاتية.

كما يعد الهدف الرئيسي للتعليم هو مساعدة الطلاب ليكونوا متعلمين مستقلين و منظمين ذاتيا حيث يستمد هذا الهدف النهائي من افتراضين أساسيين: أولهما في المعرفة ليست ثابتة كما أنها لا تنتقل و إنما تبنى في كل طالب من خلال الخبرات التي يكتسبها وثانيهما في مفهوم أن أهم شي يمكن للطلاب تعلمه هو كيفية التعلم لممارسة الأنشطة الترويحية(12: 3)(6: 31).

فالطالب يكون في أشد الحاجة إلى إشباع الكثير من رغباته و حاجاته المتعددة وذلك من خلال ممارسة أشكال مختلفة من الأنشطة الترويحية الرياضية يعبر فيها عن نفسه و يجد فيها المتعة و السعادة خاصة وان المؤسسة التعليمية قاصرة في تنفيذ برامجها الرياضية على فترات زمنية محددة كما أن هذه البرامج الرياضية لا تغطى فترات الأجازات الدراسية و العطلات الصيفية لدى جميع الطلاب بشكل عام إضافة إلى ثبات الأنشطة المنفذة و تكرارها باستمرار كل عام.

لذا يرتبط مستقبل أي مجتمع بكيفية قضاء أفراده لوقت الفراغ و حسن استثماره بطريقة ايجابية، كما أن وقت الفراغ و عدم تنظيمه و إستثماره يؤثر سلبيا على الافراد و لذلك يكون التنظيم الذاتي لممارسة الأنشطة الترويحية الرياضية له أهمية عظيمة في استثمار وقت الفراغ خاصة وأن وقت الفراغ في تزايد مستمر نتيجة التقدم العلمي و التكنولوجي الحادث في مختلف المجالات.

و نظرا لان ممارسة الأنشطة الترويحية تمثل اهتمامات جميع الطلاب خاصة بعد تزايد وقت الفراغ و تعدد الحاجات و الرغبات و التي لا تشبعها البرامج التقليدية للأنشطة الترويحية داخل المدرسة و كذلك المغالاة في الرسوم و الاشتراك في عضوية المؤسسات و الهيئات التي تقدم الخدمات الترويحية الفعالة و المؤثرة التي تلبى احتياجات و رغبات الطلاب و بناء علية كان الدافع للطلاب نحو تنظيم الأنشطة الترويحية و ممارستها بشكل ذاتي سواء كان هذا التنظيم على المستوى الشخصي (فردى) أو الجماعي بين الطلاب دون وجود اى قيود خارجية تفرض عليهم في اختيار الزمان أو المكان و بذلك يتحقق خصائص الترويح نتيجة اختيار الطلاب للنشاط و اشتراكهم في تحمل المسئولية بكامل إرادتهم سواء على المستوى الشخصي أو الجماعي حيث يتم تنظيم الطلاب للأنشطة الترويحية و اختيارها بشكل ذاتى دون وجود اى ضغوط خارجية من احد.

وقد لاحظ أحد أعضاء فريق البحث من خلال عمله كمشرف نشاط رياضي عن الملاعب المفتوحة بدولة الكويت بمحافظتي(حولي و الفروانية) و اللذان يحتويان علي(19) مدرسة ثانوية عن كثرة تواجد الطلاب لممارسة الانشطة الترويحية الرياضية مثل كرة القدم السباحة و ركوب الدراجات خاصة في الفترة المسائية علي الرغم من وجود بعض من الإمكانات بالمدارس الملتحقين بها.

و تشير نتائج دراسات كل من Balz، E.

(2002م)(13) Wopp، C(2002م)(18) محمود رزيق(2002م)(12) و محمد مطر(2008)(10) إلى أن(71% ) من الطلاب الممارسين للأنشطة الترويحية داخل المؤسسات التعليمية يمارسون أيضا الأنشطة الترويحية خارج المؤسسات التعليمية دوافع التنظيم الذاتي هي الوقت مشاركة الأسرة مشاركة الأصدقاء الإتقان و الابتكار و عدم ملائمة برامج الأندية لميول الأفراد و من أهم الانشطة الترويحية التى يمارسها الطلاب بشكل ذاتي تمثلت في كرة الشوارع الجري اليوجا ركوب الدراجات السباحة كرة الضرب توجد اتجاهات إيجابية نحو النشاط الرياضي و الترويحي و من معوقات ممارسة النشاط الرياضي و الترويحي عدم توافر امكانات مادية أو بشرية و عدم وجود حوافز تشجيعية سواء مادية أو معنوية وأن زيادة وقت الفراغ أهم دوافع الطلاب نحو التنظيم الذاتي لممارسة الأنشطة الترويحية.

يتضح مما سبق و بعد اطلاع فريق البحث على بعض البحوث و الدراسات المرجعية التي أتيحت له وجد ندرة الأبحاث و الدراسات التي تناولت التنظيم الذاتي للأنشطة الترويحية في وقت الفراغ لدى فئة الطلاب بالمؤسسات التعليمية وأنه مازال يوجد بعض الغموض و التداخل في كيفية تحسين و إكساب الطلاب القدرة على التنظيم الذاتي و استخدامهم للاستراتيجيات التنظيمية التي تساعدهم على اكتساب المهارات و الخبرات اللازمة لممارسة الأنشطة الترويحية بشكل ذاتي.

مما دفع فريق البحث إلى دراسة و تحليل التنظيم الذاتي للأنشطة الترويحية الرياضية لدى طلاب المرحلة الثانوية بدولة الكويت و مدى تحقيقه لاحتياجات الطلاب و أهدافهم واهميتة في اكساب الطلاب متطلبات الحياة المستقبلية.

هدف البحث يهدف البحث دراسة و تحليل التنظيم الذاتي للأنشطة الترويحية الرياضية لدى طلاب المرحلة الثانوية بدولة الكويت.

تساؤلات البحث - ما مفهوم التنظيم الذاتي للأنشطة الترويحية الرياضية لطلاب المرحلة الثانوية بدولة الكويت.

- ما دوافع التنظيم الذاتي للأنشطة الترويحية الرياضية لطلاب المرحلة الثانوية بدولة الكويت.

- ما أشكال التنظيم الذاتي للأنشطة الترويحية الرياضية لطلاب المرحلة الثانوية بدولة الكويت.

- ما دلالة الفروق في التنظيم الذاتي للأنشطة الترويحية الرياضية وفقا لمتغيري النوع و التخصص لطلاب المرحلة الثانوية بدولة الكويت.