مصداقية القنوات الإخبارية العربية و الموجهة في تناول القضايا الخليجية كما يراها الجمهور الإماراتي

Abstract AR

ربما اتاحت فترة ما سمي بالربيع العربي مشاهدة كبيرة من قبل المواطن العربي للقنوات الإخبارية العربية و الأجنبية و ظل يتنقل من قناة الى أخرى لمتابعة الأحداث المتلاحقة في كثير من البلدان العربية التي بدأت تظهر عليها ملامح التغيير في انظمتها السياسية تحت الضغوط الجماهيرية و بصرف النظر عن تقييمنا للأحداث في هذه البلدان فقد كانت قناة الجزيرة من ضمن أهم القنوات التي حققت مشاهدات مرتفعة بين الجماهير و بخاصة في بلدان الأحداث الساخنة في تلك الفترة نظرا لتغطيتها المستمرة و الفعالة للاحداث في تلك البلدان و بسبب تجاهل الكثير من وسائل إعلام هذه الدول لما يدور في بلدانها فقد اقتصرت تغطيتها على جوانب كانت بعيدة تماما عن الحقيقة والواقع الذي يلمسونه و يشاهدونه و الذي تناقلته قنوات أخرى إخبارية وسعت الى المعالجة الموضوعية أحيانا و المتحيزة في أحايين أخرى وربما كانت الصدفة العلمية - ان صح التعبير – كما تؤكدها نتائج الدراسة عدم ثقة المواطن الإماراتي في قناة الجزيرة الذي اثبت انه – أي المواطن الإماراتي - الى حد كبير مستشرف للمستقبل فكانت ثقته في قناة الجزيرة أقل كثيرا مما كانت عليه من قبل و ليس لهذا الموقف أو هذه النتيجة علاقة بالمواقف التي اتخذتها دولة الإمارات بعد فترة الدراسة و اجراء البحث حيث حدثت مجموعة من المتغيرات و التطورات المهمة على الساحة العربية و بخاصة مايتعلق بموقف بعض دول الخليج و من بينها دولة الإمارات العربية المتحدة من دولة قطر و ماترتب على ذلك من مقاطعة سياسية و اقتصادية و إعلامية لها و بناء على هذا القرار أصبحت كل وسائل الإعلام القطرية تقريبا ممنوعة من الظهور لا ورقيا و لا الكترونيا في الإمارات وكما يبدو أيضا فإن الموقف الذي إتخذته دولة الإمارات لم يكن وليد موقف واحد فقط و لكن ايضا بناء على معالجات سابقة للقناة في موضوعات و أخبار عربية و خليجية فيها كثير من المغالطات و عدم المصداقية و يبدو من ورائها أهداف خبيثة حيث اتضح من نتائج الدراسة أن الثقة الأكبر في الحصول على الأخبار يوليها المواطن الاماراتي لوسائل إعلامه المحلية سواء كانت صحافة أوإذاعة أو تليفزيون كما أنه يعتمد بشكل كبيرأيضا في الحصول على الأخبار من وسائل الإعلام الجديدة و بخاصة ما يأتي اليه عبر الهاتف المحمول من مواقع إخبارية وطنية أو عربية أو صحف تقدم الخدمة الإخبارية على المحمول كما أن الدراسة أكدت أيضا أن المواطن الإماراتي يثق في قناتي العربية و سكاي نيوز عربية بدرجة كبيرة حيث حققتا أعلى نسبة ثقة عنده و كذلك كشفت الدراسة أيضا أن المصداقية مصدرها عندهم الفورية في نقل الحدث و الحياد في المعالجة والتوازن في عرض الأخبار والموضوعات التي يتم تناولها كما تتأثر مصداقية القنوات - من وجهة نظرهم – وفق طبيعة الملكية سواء كانت لدولة أو أفراد مما يؤثر على طبيعة المعالجة الإعلامية ن و هذا يؤثر في عدم مشاهدتهم لبعض القنوات الإخبارية حيث يبدو عدم ثقتهم فيما تقدمه مثل هذه القنوات وفق سياستها أو ملكيتها بما يحقق أهدافها بعيدا عن الموضوعية و المصداقية.