أطر التناول الإعلامي للأحداث الإرهابية في وسائل الإعلام التقليدي و الجديد

Abstract AR

تسعى الدراسة الحالية للمقارنة بين طريقة معالجة الأحداث الإرهابية بين كل من وسائل الإعلام التلقيدي و الممثلة في "التلفزيون" ووسائل الإعلام الجديد و الممثلة في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" وذلك بالتطبيق على حدث "تفجير مسجد الروضة الإرهابي" الذي وقع بتاريخ 24 نوفمبر 2017 وذلك نظرا لبشاعة هذا الحدث الإرهابي و ضخامته من حيث الهجوم على مسجد و قتل المصلين أثناء أداء صلاة الجمعة و من حيث عدد الضحايا الذين قتلوا جراء هذا الحادث و الذي قدر بأكثر من 300 شهيد.

نتائج الدراسة:
1- أوضحت الدراسة تأثر البرامج الحوارية – عينة الدراسة- بوسائل التواصل الاجتماعي فيما قدم من خلالها عن حادث مسجد الروضة الإرهابي و هو ما يثبت أحد الجوانب النظرية التي يتم من خلالها دراسة الإعلام الجديد من حيث تأثر الوسائل التقليدية بالإعلام الجديد و ما يقدم من خلاله عن القضايا التي يتم تناولها في تلك الوسائل حيث تحاول الوسائل التقليدية أن تطور من أدواتها و مضمونها حتى تساير التطور التكنولوجي و هو ما تحاول أن تقوم به من خلال ربط نفسها بالإعلام الجديد و ما يقدم فيه -وهو ما يثبت صحة الفرضية الأولى للدراسة-.

2- أوضحت نتائج تحليل الأطر لحادث مسجد الروضة بين كل من البرامج التلفزيونية الحوارية و بين وسيلة التواصل الاجتماعي "تويتر" الاتفاق و الاختلاف في بعض الأطر التي تم تحليل الحدث من خلالها – و هو ما يثبت بشكل جزئي صحة الفرضية الثانية للدراسة- حيث ظهر ذلك فيما يلي:
أ- اتفقت الوسيلتان من حيث أطر الأسباب لحادث في كل منهما من حيث توضيح أن سبب الحادث يرجع إلى الفكر الفاسد و العقيدة المتطرفة لدى بعض الأفراد بالإضافة إلى توضيح أن السبب هو اشتراك بعض القوى الخارجية في العمليات الإرهابية ضد "مصر".

و هو ما يتفق مع دراسة ( يحي العزب) التي توصلت إلى أن السبب الرئيسي الأول لهذه الظاهرة يتمثل في أسباب فكرية مفادها (الفهم الخاطئ للدين) يليه أسباب سياسية تتعلق (بإثارة القلاقل و زعزعة الأمن) ثم سبب (دعم بعض الدول للإرهاب) و هو ما يتفق مع بعض أطر الأسباب التي طرحت كأسباب لحادث مسجد الروضة الإرهابي.

ب- كما اتفقت الوسيلتان – محل الدراسة- في طرح الحلول لهذه الحوادث الإرهابية في ضرورة محاربة الفكر المتطرف بالعلم و التنوير و مكافحة الأفكار المتطرفة و هو ما يرجع إلى دور الأزهر في المجتمع و أيضا الاتفاق على طرح الحل الخاص بضرورة الثأر و استخدام القوة في الرد على هذا الحادث الإرهابي ضد المعتدين.

و هو ما يتفق مع بعض أطر الحلول التي قدمت من خلال دراسة (سهير عثمان) حيث أوضحت الدراسة أن القضاء على الإرهاب لا يمكن لدولة بمفردها أن تقوم به مشيرة في ذلك إلى أن تكامل الجهود ضرورة ملحة للقضاء على الإرهاب الذي لن تستطيع أي دولة أن تواجهه بمفردها كما أكدت الدراسة على الدور الكبير الذي تلعبه مؤسسات المجتمع المدني في وقاية الشباب من خطر الإنحراف مشددة على ضرورة تعديل لغة الخطاب الديني للمؤسسات الرسمية و إعادة تأهيل الدعاة و فتح مجال للحوار مع الشباب من خلال الندوات التثقيفية و منتديات الرأي عبر شبكة الانترنت في محاولة جادة لإنقاذ هؤلاء الشباب من خطر الإنحراف والوقوع في براثن الإرهاب.

ج-استفاضت البرامج – محل الدراسة- في الحديث عن موضوع الحادث الإرهابي و طرح العديد من الأطر التي تناولت هذا الحدث من عدة زوايا و رؤى مختلفة فيما كان هذا التناول محدودا و بشكل أقل تفسيرا في وسيلة التواصل الاجتماعي "تويتر" و هوما يرجع إلى اختلاف طبيعة الوسيلتين من حيث الخصائص و الإمكانيات المتاحة لكل وسيلة منهما حيث يتاح للتلفزيون الوقت و المساحة الزمنية للشرح و التفسير و تناول الحدث بالتعمق و التحليل المطلوب فيما لايتوفر هذا لوسيلة مثل "تويتر" التي يتاح لمستخدميها التعبير عن أرائهم أو معلوماتهم بشكل موجز من خلال عدد محدد من الحروف و بالتالي يقدم الحدث بشكل مركز أكثر.

د- ركزت البرامج الثلاث – عينة الدراسة- على تقديم أحد الأسباب المسئولة عن مثل هذا الحادث الإرهابي فيما يتعلق بالإهمال الذي تعاني منه "سيناء" سواء كان إرهاب تنموي أو إعلامي فيما لم يتم التطرق إلى هذا الإطار من قبل وسيلة التواصل الاجتماعي "تويتر" عند تقديم الحدث ذاته.