فشل الدولة العربية الحديثة في دمج مكوناتها المجتمعية: الشيعة العرب في العراق أنموذجا

Abstract AR

يتناول البحث قضية شائكة لا يبدو أن حلا سيكون لها في المستقبل المنظور، تلك هي قضية فشل الدولة العربية في دمج مكوناتها في بوتقة المواطنة.

وهنا نأخذ وضع الشيعة العرب في العراق أنموذجا نحاول من خلاله اعمام نتائج الدراسة على الأقليات في البلدان العربية (الكرد، والأفارقة، والأقباط، والأمازيغ، وبقية الأقليات القومية، والدينية، والمذهبية)، تلك الأقليات التي ظلت تعاني الإقصاء، والتهميش، والتمييز على أساس اللون، أو العرق، أو الدين، أو القومية، أو الطائفة، أو المذهب، أو المنطقة الجغرافية.

يتكون البحث من فصلين وفقرة خاصة بالنتائج التي توصل إليها الباحث.

وفي هذه الدراسة لا يلقي الباحث تبعة عدم اندماج الشيعة في جسد الدولة العراقية - التي تشكلت منذ العام ۱۹۲۱- على (الحكام من السنة العرب) الذين سيطروا على مفاصل الدولة وهمشوا بقية المكونات الأخرى فحسب، بل يلقي جزء مهم من المشكلة على الشيعة أنفسهم الذين عجزوا، أو تكاسلوا، أو جانبوا في قراراتهم الصواب في الاندماج، وبذلك فإن البحث هو محاولة علمية جادة لتشخيص المشكلة بعيداً عن التحيز، والعواطف، والانجرار خلف المشروعات الطائفية التي أصبحت تطغى على السياسة، والاقتصاد، والإعلام في مجتمعاتنا في الوقت الراهن.

إذن هو محاولة جادة للتشخيص من أجل البحث عن علاج، والإفادة من تجارب الماضي، والمصالحة مع التاريخ، والشروع ببناء المستقبل لوطن واحد، والخروج من عنق زجاجة التمييز أياً كان شكله، بهدف أخير هو إعادة دمج مكونات وطن به حاجة ماسة للاندماج.