تحديات البيئة المجتمعية للمناطق المحررة: مشكلات الطفولة أنموذجا

Abstract AR

إن ظروف الحرب التي مر بها العراق منذ مدة ليست قصيرة قد أفرزت العديد من الانعكاسات الخطيرة على الطفولة لا سيما في المناطق المحررة من تنظيم داعش، ومن الواضح أن بيئة الطفل في هذه المناطق سوف تواجه العديد من المشكلات والتحديات المجتمعية، وقد تكون المشكلات الصحية من ابرز تلك المشكلات وذلك بفعل التلوث والدمار الذي خلفته الحرب الأمر الذي يسهم بدرجة كبيرة في تعرض الأطفال إلى العديد من الأمراض الوبائية التي تنتشر بسرعة فائقة في مثل هذه الظروف، كما أن للبيئة الاجتماعية تأثيرات سلبية على الطفل لا تقل خطورة عن التأثيرات الصحية، وعلى ما يبدو ان اعادة التكيف مع الأوضاع الاجتماعية تكاد تكون أحد أبرز العقبات التي تواجه الأطفال في المناطق المحررة.

أما على مستوى التأثيرات النفسية للحرب على حياة الطفل، فليس هناك من جدل على إن اغلب الأطفال في العراق تأثروا بحالة العنف على الصعيد النفسي لا سيما الأطفال في مناطق القتال او النازحين الذين أصبحوا يعانون الخوف وضعف التركيز عن الانعزالية والانطواء أما المشكلات فضلا.

التربوية والتعليمية التي يعاني منها الاطفال في المناطق المحررة فيمكن القول أن هذه المشكلات كانت كثيرة على مختلف الاصعدة بالمقارنة مع الأهداف الأساسية لبرنامج (عالم ملائم (للأطفال) الذي تصدرت اهتماماته عملية التعليم المبكر للأطفال، وبالمقارنة مع الاهداف الانمائية للألفية (MDGs).

الأمر الذي يتطلب الاسراع باتخاذ الاجراءات اللازمة لإعادة الاطفال الى مقاعد الدراسة وتوفير الأجواء التربوية اللازمة لتحقيق ذلك.

ومن أجل توفير الحماية اللازمة للأطفال في المناطق المحررة ينبغي اتخاذ بعض عدد من الاجراءات لعل ابرزها قيام وزارة الصحة بمؤسساتها كافة بتقديم الرعاية الأولية والخدمات الصحية لاحتواء الوضع المأساوي الذي يعيشه الاطفال في المناطق المحررة فضلا عن الاستعانة بجهود وخبرات المؤسسات والهيئات الدولية والأهلية ذات العلاقة بالجوانب الصحية والاستعانة بالمؤسسة الاعلامية للقيام بدورها الفاعل والمؤثر بشأن توعية ابناء المناطق المحررة من اجل ترميم العلاقات الاجتماعية بين ابناء المجتمع المحلي بالشكل الذي يؤدي الى تحقيق الاستقرار مع الأخذ بالحسبان تكثيف الجهد الرسمي لاحتواء التأثيرات السلبية للبيئة الاجتماعية على الاطفال النازحين ، عن طريق عدد من برامج التأهيل الاجتماعي والنفسي للأطفال التي طبقت في عدد من الدول التي تعرضت لازمات وظروف مشابهة لما مر به العراق.