اللآلئ و الدرر في علم خواتم السور من سورة فاطر إلى سورة ص

Abstract AR

أن العلوم التي تخدم كتاب الله -تعالى- عديدة لا يمكن حصرها أو استقصاؤها بيد أن بعضها -وهو قليل نادر- بحاجة منا نحن المعاصرين إلى أن نجليه ونوضحه و نسبر أغواره و نلج غماره لندرك حكمه و أسراره و نهتدي بضيائه و أنواره.

.

.

وقد أصاب الدكتور فهد الرومي -وفقه الله- حين قال: ( و الحق أن كثيرا من المباحث في علوم القرآن لا تزال بحاجة إلى النظر في مسائلها و إعادة الكتابة فيها و عدم الاكتفاء و التسليم بما قاله فلان وفلان من غير دليل و علوم القرآن أوسع من أن يحيط بها أبناء جيل أو أجيال من البشـر ).

* أن الخواتم على تعددها و كثرتها بعدد و كثرة السور الكريمة يمكن حصرها و استيعابها ليسهل على القارئ معرفتها و فهمها.

.

.

كما أمكن حصر الفواتح المباركة.

* أن الغرض من دراستنا و بحثنا لموضوع علم الخواتم هو إبراز ما فيها من حكم و لطائف و دقائق و معارف و أسرار و فوائد.

.

.

و ما يترتب على ذلك كله من إعجاز التنزيل العزيز -وهو كذلك و لا ريب- في خواتم سوره و نهاياتها كما أنه معجز في مفتتحها وبداياتها وفي كلماته و حروفه كلها.

.

.

وعلى هذا فلا يمكن لأي مخلوق -مهما كان علمه و بلغ شأوه- أن يبدل خاتمة مكان خاتمة أو آية مكان آية أو كلمة مكان كلمة أو حرفا مكان حرف.

.

.

الخ لأن الإعجاز -حقا و صدقا- في هذا الترتيب المحكم و التنسيق الدقيق و النظم الفريد و النسج العجيب.

.

.

الذي أنزله الحكيم الحميد و فصله الحكيم الخبير  وقال عنه -بعد ذلك-:  إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون .

وما أروع كلام الإمام ابن القيم ~ ( فتبارك من أودع كلامه من الحكم و الأسرار و العلوم ما يشهد أنه كلام الله وأن مخلوقا لا يمكن أن يصدر منه مثل هذا الكلام أبدا ).

وقوله -أيضا-: ( فتبارك من أودع كلامه من الأسرار ما يشهد بأنه تنزيل من حكيم حميد ).

* أن الحكم و الأسرار و الفوائد التي وقفنا عليها من خلال النماذج التي ذكرناها لعلم الخواتم هي فيض من غيض وقل من كثر من حكم شتى و أسرار عدة و فوائد كثيرة قد تتجلى لغيرنا إذا عرض لموضوعنا و يبقى -بعد ذلك- كثير و كثير -أيضا- لا يعلمه إلا الله  وحده فهو -وحده- أعلم بحقيقة المراد من كلامه .

ولله در القائل: و على تفنن واصفيه بحسنه يفنى الزمان وفيه ما لم يوصف.