إشارات عقدية في حق خير البرية

Abstract AR

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، الذي خلق الإنسان من طين، و نفخ فيه من روحه ففضله على كثير من العالمين، نحمده حمدا لا يحد و نشكره شكرا لا يعد، على ما أنعم علينا مما لا يتناوله منا الإحصاء و العد، و أزكى الصلاة و أنماها، و أتم السلام و أطيبه على رسوله و مجتباه، و حبيبه الذي اصطفاه، سيدنا و مولانا محمد واسطة عقد العالمين، الذي أرسله الله بالهدى و النور المبين رحمة للعالمين وهداية للطالبين، و أسوة للمؤمنين، و إماما للسالكين.

و بعد.

.

.

فان من المعلوم للخاص و العام أن الله تعالى قد جعل الإيمان بأنبيائه و رسله من الأصول، قال تعالى: فآمنوا بالله و رسله وقال تعالى: ومن يكفر بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا و الإيمان بهم يعني الإيمان بما خصهم الله به من النبوة و الرسالة، أما بشريتهم فهي ملحوظة لكل أحد، و الإيمان بالخصوصية متفرع و متوقف على معرفة ما خصهم الله به، إذ الإنسان لا يؤمن بما لا علم له به، والواجب في حقهم عليهم الصلاة و السلام، هو التصديق بنبوتهم على سبيل الإجمال، لان هذا المقدار كاف للأخذ عنهم و التأسي بهم.