حقيقة إيمان أبي طالب : دراسة مقارنة بين المدرستين

Abstract AR

لقد تعرضت سيرة أبي طالب للكثير من الإتهامات والتشويه وبالتالي حرمان أجيال المسلمين من معرفة منزلة هذا الشيخ الكبير عم النبي الأكرم صل الله عليه وآله وسلم، بل واتهامه بالشرك وأنه توفى ولم يسلم، يا لها من فرية خبيثة، وتهمة دنيئة، استهدفت رجالات الإسلام ويبني هاشم، وهي تستبطن استهداف النبي الأكرم صل الله عليه وآله وسلم الذي بقى متواصلا مع عمه يحبه ويوده، ويجله، فكيف تستقيم دعوى شرك أبي طالب والحال الوشائج النبوية معه في أعلى مستوياتها وأقوى أواصرها، فهل النبي الأكرم صل الله عليه وآله وسلم يداهن ويحابي عمه على حساب رسالته حاشاه ذلك.

استهداف رجالات الإسلام هو استهداف للرسالة ذاتها، ومنع انتشار أريجها، وشذى عطرها؛ لأن من أمثال أبي طالب المتفاني من أجل الرسالة والدعوة والمضحي من أجل الدين والقيم والأخلاق إذا شوهت سيرته وصورته وألصقت به التهم والشبهات، فسوف تتشوه القيم، ويتشوه النبل، فلذا من أجل الدفاع عن المبادئ والقيم ينبغي على الأجيال أن تعرف الحقيقة كما هي، ويتعلموا وسائل وأساليب الدفاع عن الرسالة وقيمها، وأن نشر الرسالة وبقاءها يستوجب التحلي بكافة الأساليب المشروعة؛ بل ينبغي اختيار أفضل الأساليب من أجل الحفاظ عليها واستمرارها، وهذا ما صنعه أبو طالب شيخ البطحاء، مؤمن قريش، عندما استخدم وسيلة كتمان الإيمان لمواصلة الدفاع عن النبي صل الله عليه وآله وسلم ورسالته، فشخصية أبي طالب العظيمة هي الأدرى بما ينفع الرسالة واستمرارها، إضافة لتوجيه النبي صل الله عليه وآله وسلم إليه ليلعب هذا الدور المهم في الدفاع عنه وعن رسالته، وبقاء المفاوضات مع قريش على حالها، والرسالة سارية متحركة في أهدافها، ولذا حينما توفى أوحى الله تعالى إلى رسوله الكريم: }أن أخرج من مكة فقد مات فيها ناصرك{ يا لها من رسالة عميقة معبرة.

فسلام على أبي طالب في إيمانه وإسلامه، وسلام عليه يوم توفى وهو يدافع عن النبي صل الله عليه وآله وسلم وسلام عليه يوم يبعث حيا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.