الكلبية الرومانية و النزعة الإنسانية

Abstract AR

اجمع المؤرخون أن اسم المدرسة الكلبية مشتق من المكان الذى كان يدرس فيه أنتيسثينيس مؤسس المدرسة الكلبية في ضاحية كينوسارجيس Kynosarges و التى تعنى الكلب الأبيض هذا فضلا عن أن أنتيسثينيس كان يلقب بـ Haplokyon و التى تعنى الكلب البسيط من حيث إسلوبه البسيط في العيش وتركه للبذخ و الترف حيث كان يتجول في المدينة متكأ على عصاه و حاملا حقيبته (pera) التى تحتوى على زاده مفضلا التنقل و الترحال و العيش في الخلاء دون الإقامة في منزل محدد لاعتقاده أن العالم ملك لكل إنسان.

و تمثل هدف المدرسة الكلبية القديمة من الحياة في أن يعيش الإنسان حياة الفضيلة وفقا للطبيعة الخيرة.

و هذا يعني رفض جميع الرغبات السلطوية مثل تملك القصور الفخمة و الذهب و استرقاق الناس و العنف و الصراع و الأنانية و الدعوة للعيش ككائنات منطقية وكائنات أخلاقية حيث يمكن للناس أن يكتسبوا السعادة من خلال التدريب الصارم و العيش بطريقة طبيعية.

لقد اعتقدوا أن العالم ينتمي إلى الجميع بالتساوي وأن المعاناة و الآلم ناتجان عن أحكام زائفة حول ما كان يعتقد خطأ أنه ذا قيمة و بسبب العادات و التقاليد التي لا قيمة لها و التي أحاطت بالمجتمع.

وقد احتوت المدرسة الرواقية (المبكرة- و الرومانية) الكثير من أفكار المدرسة الكلبية مثل فكرة العيش وفقا للطبيعة و فكرة المواطنة العالمية وذلك لأن الكلبي كان يؤمن إيمانا راسخا بأن العالم كله ملك للجميع و مع ازدهار الرواقية في القرن الثالث قبل الميلاد خضعت الكلبية كنشاط فلسفي جاد للانحدار ولم يكن هناك إحياء للكلبية إلا في العصر الروماني.

و انتشرت الكلبية مع ازدهار الإمبراطورية الرومانية في القرن الأول الميلادي.