دور المرشد النفسي في تعسين سلوك التواصل الاجتماعي لدى طفل التوحد

Abstract AR

تعد مرحلة الطفولة أهم مرحلة من حياة الفرد، ففيها تتشكل شخصيته لمراحل العمر اللاحقة "المراهقة- الرشد" وهي أساس بناء المجتمعات، فبوجود أفراد أصحاء يصلح المجتمع ويتطور، وبتعرضها للاضطرابات ينعكس ذلك بشكل سلبي على خدمة المجتمع، وأن كل ما يأخذه في هذه المرحلة غالباً ما يؤثر في طبعه وسلوكه في مراحل حياته الأخرى، وكما يقال في المثل )من شب على شيء شاب عليه(، فالطفولة هي أهم مرحلة من حياة الكائن البشري، وهي أساس نمو شخصية سوية متوافقة وخالية من أي اضطرابات سلوكية، ومن شأنها أن تقلب حياة الكائن البشري، إما أن تكون بشكل إيجابي أو بشكل سلبي، وشهد العالم العديد من الاضطرابات التي بين فترة وأخرى تطل عليه بمختلف الأنواع والأشكال، والخصائص، فمنها ما يتعلق بالجوانب السلوكية، ومنها ما يتعلق بالجوانب المعرفية العقلية، وآخر يتعلق بالجوانب الانفعالية....، وهذه الاضطرابات من شأنها أن تعرقل سير التنمية والتطور بالمجتمع، وتلك الأنواع المختلفة من الاضطرابات قد تتشابه مع بعض، وأحيانا تختلف فيظهر بالمجتمع الطفل المتخلف عقليا، والأصم، والأبكم، والمقعد، والمفرط الحركة، والعدواني، ومنهم ما يتعرض لاضطراب يكاد يكون جديدا على مجتمع ما يعرف )باضطراب طيف التوحد(، هذا الاضطراب الذي يعاني منه في هذه السنوات أغلب المجتمعات، وهو اضطراب تطوري يؤثر بشكل ملحوظ على التواصل اللفظي وغير اللفظي وعلى التفاعل الاجتماعي للطفل، ويمكن ملاحظة أعراضه على الطفل في العادة قبل سن الثالثة من العمر، من هنا دعت الحاجة الباحثة إلى البحث في طبيعة هذا الاضطراب محاولة تسليط الضوء على طبيعته، وتعريفه، ومظاهره الرئيسة، والتركيز بالشكل المحدد على فئة تربوية بالمجتمع لها الدور البارز في النهوض بأفراد المجتمع إلى الطريق السليم وخلق جيلاً متوافقاً نفسياً مع نفسه ومع من حوله بالمجتمع، وهذه الفئة هي )المرشد النفسي( المؤهل والمعد إعداد أكاديميا والمدرب على كيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، والمساهم إلى جانب زملاءه في نفس التخصص في التقليل من بعض السلوكيات السلبية، ويعمل المرشد النفسي في مؤسسات مختلفة، يقوم في كل منها بمهام وظيفية عديدة يمكن تلخيصها في التشخيص والعلاج والبحث، غير أن نوع العمل الذي يقوم به والجوانب التي يهتم بها تختلف من م ؤسسة لأخرى، ومن هذه المؤسسات العمل في العيادات النفسية ومجال التربية الخاصة والاضطرابات السلوكية، ويقوم فيها بالإسهام في الفحص التشخيصي والعلاج وإجراء البحوث الإكلينيكية، وأن المرشد النفسي المدرب له القدرة على مواجهة الاضطراب الذي يعاني منه طفل التوحد.

وتعد مرحلة الطفولة من المراحل المهمة في حياة الإنسان، ففيها تنمو قدرات الطفل وتتفتح مواهبه، ويكون قابلاً للتأثر والتوجيه والتشكيل، وأثبتت الأبحاث والدراسات خطورة هذه ) المرحلة وأهميتها في بناء شخصيته وتحديد مستقبله