المؤرخ عماد عبد السلام رؤوف : حياته و روافد بنائه الفكري و التعليمي (دراسة و ثائقية)‎

Abstract AR

عماد عبد السلام رؤوف من المؤرخين البارزين على مستوى العراق و البلاد العربية، لذلك قمنا بدراسة حياته و روافد بناءه الفكري في بحثنا هذا، وتبين لنا انه بالاضافة الى حبه الكبير لدراسة التاريخ والخوض في ثناياه، كان لأسرته دور كبير في بناءه الفكري من خلال توفير الظروف المناسبة له، لكي يدرس في احسن مدارس بغداد في حينه، و يستفيد من من مكتباتها، و كذلك من المكتبات العامة و الخاصة منذ المراحل الاولى لحياته.

هناك تأثير واضح للمدن بغداد و القاهرة و أربيل على تكوين و ثقافة المترجم له، و تأتي بغداد بدرجة الأساس كونها عاصمة العراق و أكثر مدنها تطورا، فكان تأثير بغداد أكثر من القاهرة التي سافر اليها و أكمل فيها دراسته العليا فكان لتلك المدينة ايضا تاثير إيجابي على بناءه الفكري، و كذلك كان لاربيل تاثيرها الخاص به سيما بعد ان انتقل اليها مؤرخنا قبل أكثر من عقد من الزمن اذ كانت تعتبر البديل الأكثر أمانا من بغداد بسبب الظروف الصعبة التي مر بها العراق.

و قد تولى عدة مناصب و جلها في مجال اختصاصه، و معينة له في مجال التاريخ، و انتسب إلى الكثير من الاتحادات و الجمعيات الثقافية، و التي أسهمت في إغناء ثقافته العامة، و الثقافة العامة أحد العوامل المساعدة للمؤرخ لتكوين فهم افضل للتاريخ و دراسته.

إضافة إلى اعتماد مؤرخنا على المصادر المتنوعة فانه اعتمد على الدراسة الميدانية ايضا، فقد زار معظم المدن و البلدان العراقية التي قام بدراسة عنها بصورة مباشرة او غير مباشرة، و قد تمتع بخيال إيجابي واسع سخره لخدمة التاريخ و تنقية الأحداث بأقرب صورة للواقع.

بصورة عامة فان اتجاهات مؤرخنا هي عراقية عربية في مواضيع كتاباته و في الفترة الاخيرة كوردية الى حد ما، رغم اصله الكوردي الذي لم يبرز في كتاباته بصورة مباشرة بل أشار إليه بصورة غير مباشرة، و قد يعود ذلك للبيئة او النظام الذي كان سائدا في بيئته، و الذي عاش فيه معظم حياته.