مواهب المجيب في نظم خصائص الحبيب (أحمد بن علي المنيني ت172ه)‎

Abstract AR

الحمد لله ذي الطول و الإنعام، المتفضل على عباده أن هداهم إلى الإسلام، اصطفي آدم من خليقته، و اصطفي من ذريته من سبقت نبوته و آدم منجدل في طينته، و خصه بخصائص أظهر بها علو مرتبته، فأكرم به من نبي بيد أنا من أمته، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق و الخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق، و الهادي إلى صراط مستقيم، و على آله و أصحابه و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: -فإن خصائص النبي صلى الله عليه و سلم أعظم من تعد أو تحصى، خصه بها الله تعالى متفضلا عليه، مبينا لخلقه مقامه و قربه إليه، فمقامه عليه الصلاة و السلام لا يصل إليه نبي مرسل و لا ملك مقرب، فهو مقام فوق المقامات، لهذا اختصه الله بخصائص أفصح الله عنها في كتابه، و بينها النبي الكريم صلى الله عليه و سلم في سنته.

وقد ألف أصحاب السير و الشمائل في الخصائص مؤلفات كثيرة: منها ما هو منثور، و منها ما هو منظوم، و من هذه المؤلفات الجليلة (مواهب المجيب في نظم خصائص الحبيب) لأحمد بن علي بن عمر بن صالح شهاب الدين أبي النجاح المنيني (ت1172 هـ)( )، حيث تناولت في بحثي هذا تحقيق جزء من هذا الكتاب المبارك الذي ذكر فيه الخصائص النبوية الشريفة على مختلف أقسامها، و هذا الجزء اللطيف عنون له المؤلف بقوله: (فصل: فيما اختص به من المباحات).

فمن هذه الخصائص الشريفة أن الله تعالى قد أباح له عليه الصلاة و السلام بعض ما حرم على غيره من البشر، كإباحة صوم الوصال و النكاح فوق الأربع وغيرها من المباحات.

فانصب بحثي على تحقيق هذا الفصل من هذا الكتاب، سالكا قواعد التحقيق من جمع ما توفر من النسخ، و مقابلتها لإخراج النص على مراد المؤلف قدر الإمكان، ثم توثيق الأقوال، و ترجمة الأعلام، و بيان ما أبهم من كلمات، و التعريف بالمصطلحات مع ذكر دليل كل خصوصية ذكرها المؤلف، مستعينا بالملك المنان، و مصليا على النبي العدنان و على آله و صحبه ما كر الجديدان و تعاقب الملوان