بناء التصور الإسلامي عن التطير و التنجيم و الرقى و آثارها على المجتمعات

Abstract AR

الحمد لله الذي خلق السماوات، و جعل الظلمات و النور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون، لا يحصي عدد نعمه العادون، لا يؤدي شكره المتحمدون و لا يبلغ مدى عظمته الواصفون بديع السماوات و الارض، اذا قضى امرا فإنما يقول له كن فيكون و احمده على آلائه و اشكره على نعمائه و استعين به في الشدة و الرخاء واتوكل عليه فيما اجراه من القدر و القضاء و اشهد ان لا اله الا الله و اعتقد لا رب الا اياه شهادة من لا يرتاب في شهادته و اعتقاد من لا يستنكف عن عبادته و اشهد ان محمد ( صلى الله عليه و سلم ) عبده الامين و رسوله المكين حسن الله به اليقين بلغ الرسالة، و نصح الامة و جاهد في سبيل الله المشركين و عبد ربه حتى أتاه اليقين فصلى اللهم على محمد سيد المرسلين و على اله واهل بيته الطيبين و اصحابه المنتخبين و ازواجه الطاهرات امهات المؤمنين و المؤمنات و تابعيهم بإحسان الى يوم الدين.

.

.

.

اما بعد.

.

.

لعل الخيط الرابط بين كافة الأنبياء و الرسل في دعوتهم الى الله تعالى هو أن دعوتهم الى توحيده تعالى تقترن بالدعوة الى الاستقامة على هديه و التثبت بالأخلاق الفاضلة فكانت دعوة كل منهم الى عبادة الله (عز و جل) وحده الى جانب هذه الدعوة تأتي الدعوة الى اصلاح المجتمع و تنقيته من كل شائبة و أفة من آفات المعاصي و مزالق الخطايا و بذلك كانت دعوة الرسل تجمع بين ركيزتين اساسيتين يقوم عليها الدين هما: توحيد الخالق مع اصلاح المجتمع.

الاهتمام بقضايا المجتمع الحيوية.

و بذلك نجد ان الانبياء و الرسل الكرام عليهم السلام كانوا يدعون اقوامهم و اممهم و مجتمعاتهم للابتعاد عن الشرك به سبحانه و الامر بتوحيده تعالى دون التفريط في ابراز الطريق الى السلوكيات القويمة و اصلاح ما شذ في المجتمع الاسلامي فرسولنا الكريم (صلى الله عليه و سلم) الذي بدأ دعوته من مكة المكرمة معتمدا فيها بدعوة الناس الى توحيد رب العباد وترك عبادة الاصنام و رافقت دعوته الجليلة هذه دعوة عظيمة الى مكارم الاخلاق و البعد عن انحرافات المجتمع الجاهلي آنذاك فعندما بعث رسولنا الكريم (صلى الله عليه و سلم) وجد ان ذلك المجتمع فاسد بفساد الجاهلية منهار من جميع جوانبه و نواحيه فعزم (صلى الله عليه و سلم) على اصلاح ذلك المجتمع لان الاصلاح ينتشر كما ينتشر الفساد و الهداية تنتشر كما ينتشر الضلال فلقد وضع رسولنا الكريم (صلى الله عليه و سلم) للإصلاح منهجا قويا متكاملا بحيث لو طبق هذا الاصلاح في مجتمعنا الحالي وفق المنهج لانتشر العدل والمن و الرخاء و الطمأنينة فالواجب علينا هو اتباع منهجه (صلى الله عليه و سلم) و تطبيقها لقوله تعالى (وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) ]سورة الانعام (153)[ فلو اتبع المسلم هذا المنهج الذي عبر عنه (عز و جل) بالصراط المستقيم لفلح المسلم ولساهم في اصلاح المجتمع لكن في وقتنا الحاضر اصبح الاصلاح الذي قام به رسول الله (صلى الله عليه و سلم) ينعدم تدريجيا مع مرور الوقت و القضايا التي عالجها رسولنا الكريم (صلى الله عليه و سلم) تراها تعود الى مجتمعنا الحالي من جديد و تكثر و تزداد من جيل الى آخر حتى كاد يسمى جيلنا الحاضر ببداية الجاهلية الثانية أو عودة الجاهلية الأولى لذلك أردت في هذا البحث تسليط الضوء على منهج رسولنا الكريم (صلى الله عليه و سلم) وان ابين كيف عالج (صلى الله عليه و سلم) القضايا التي كانت موجودة في المجتمع الجاهلي لتوضيح الحق و بيانه للناس حتى يعاد تطبيقه في معالجة القضايا التي رجعت الينا بعد الاصلاح الذي قام به رسولنا الكريم (صلى الله عليه و سلم) و لهذا اخترت لهذا البحث عنون ((بناءالتصورالاسلامي عن التطيروالتنجيم و الرقى و اثارها على المجتمعات))ففي بداية الأمر واجهت صعوبة حيث لم تكن لدى المعلومات الكافية حول الموضوع و بعد الهداية والتوفيق من الله تعالى، و جمعي لمفردات البحث و قراءتي لها قراءة مستفيضة و اطلاعي على الادلة من القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة التي تتحدث عن كيفية معالجته (صلى الله عليه و سلم) لتلك القضايا فتكونت لدي المعلومات و المفاهيم الكافي لبدء بمشروع البحث لذلك فان خطة البحث قسمتها الى مبحثين و خاتمة ذكرت فيها اهم النتائج وهي كالتالي: المبحث الاول: مفهوم التطيروالالفاظ ذات الصلة من المنظور الاسلامي المبحث الثاني: الحالة الدينية للعرب قبل الاسلام و معالجتهاوكان منهجي في كتابة البحث كالتالي: 1.

وضعت الآيات القرآنية تحت المطلب المناسب التي ذكرتها فيه من القرآن الكريم و نسبتها الى السور التي فيها و ذكرت رقم الآية.2.

و ذكرت من الأحاديث ما يتعلق بموضوع البحث وقمت بتخريجها و عزوها الى مصادرها من كتب الحديث قدر الطاقة حيث ذكرت اسم الكتاب و الباب و رقم الجزء و الصفحة و رقم الحديث.3.

ذكرت معاني المفردات التي اوردتها في البحث من كتب المعاجم و اللغة و التفسير و الحديث وغيرها من الكتب.4.

راجعت المعلومات التي ذكرتها في البحث الى مصادرها الأصلية.

و بهذا ختمت البحث و اسأل الله تعالى ان اكون قد وفقت بما كتبت وان ينفعني بما تعلمت وان يجعل عملي خالصا لوجهه الكريم، و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على خاتم الرسل و الأنبياء محمد (صلى الله عليه و سلم) و على آله و صحبه أجمعين