الجذور التاريخية للتشكيل بالجسد و انعكاسها على الكرنفالات و الاحتفالات الشعبية

Abstract AR

إن التيارات الإبداعية التي غمرت الساحة الفنية خاصة بعد هذا التقدم العلمي الكبير أحدثت انقلابا في توجهات الفن، و فلسفته، و مفاهيمه، بعد أن طورت أدواته، و عناصره فالمسرح الآن هو خروج عن كل قاعدة، و يبحث عن نوع من اللغة البصرية الجديدة التي تميز فنه
و يعد جسد الإنسان من أهم العناصر المرئية على خشبة المسرح بما يحتويه من مفردات جمالية و تشكيلية تعتبر من أهم عناصر التكوين قد يواجه دخوله مع غيرة من عناصر السينوغرافيا صعوبة في الصياغة التشكيلية.

وجاءت هذه الدراسة و هو بعنوان ( الجذور التاريخية للتشكيل بالجسد و إنعكاسها على الكرنفالات و الإحتفالات الشعبية )
ويتم فيه محاولة تأصيل الفكرة و إرجاعها إلى جذورها التاريخية فالتشكيل بالجسد كان موجود قديما في الحضارات القديمة منها الحضارة الفرعونية المصرية القديمة و الحضارات الرومانية و الإغريقية القديمة فاستخدم المصمم الجسد البشرى كوحده بناء في كثير من المعابد.

ثم يتناول بعد ذلك العروض الاستعراضية في الكرنفالات و الاحتفالات الشعبية التي تحاكى الصياغة التشكيلية المستخدمة قديما في الاحتفالات البدائية فمن العادات القديمة الاحتفال بطقس ديني معين يتم خلاله تجسيد بعض الرموز و الشخصيات الهامة و المبالغة في أحجامها و أشكالها و ألوانها أو إعادة صياغة شكل الجسد للمحاكاة و المبالغة في تجسيد شكل الفريسة و إبراز ملامحها بغرض الرغبة في موت عدو أو الانتصار على الفريسة.

تعتبر العروض الاستعراضية نوعا خاصا من العروض لأنها تتطلب أعدادا بشرية و متطلبات خاصة لإخراجها في صورة جيدة تتوافر فيها العناصر التشكيلية و الجمالية وفي هذا الفصل سوف يتم استعراض تصميماته لنماذج من العروض الاستعراضية و التي تختلف فيما بينها تبعا لنوع المناسبة التي أعدت من أجلها و متطلباتها و مكان العرض سواء داخلي أو خارجي و كذلك الفقرات التي يتكون منها كل عرض.

وفي كل عام بعض البلدان تحتفل حتى الأن بأعيادها و يستخدم الجسد كعنصر تشكيلي للحصول على صياغات تشكيلية مبتكرة ليتحول المؤدى إلى كتلة لها دلالات تشكيلية جديدة لها دور جمالي ودور وظيفي للتعبير عن بيئة مكانية غير تقليدية.

تناول الفصل في البداية كرنفالات إيطاليا والولايات المتحدة الأمريكيةو الكاريبي و مراسم العرض الاستعراضي في مراسم افتتاح دورة الألعاب الأوليمبية 2004 و الذي قام بعملة فريق العمل في أثينا أنهم قاموا بالرجوع إلى الفن الإغريقي و الروماني و من ثم جاءت صياغات تعبرعن البيئة المكانية بطريقة مبتكرة مع الحفاظ على النسب و المقياس.

وتم الاستشهاد بصياغات تشكيلية تحاكى تماثيل و ملوك عظماء و شخصيات خيالية من الأساطير الهللينية.