سيمياء الضريح في الوقوف بين السموات و رأس الإمام الحسين عليه السلام

Author

إبراهيم جابر علي

Source

مجلة الكلية الإسلامية الجامعة : مجلة علمية فصلية محكمة

Publisher

Islamic University of Najaf

Publication Date

2017-09-30

Country of Publication

Iraq

No. of Pages

34

Main Subjects

Arabic language and Literature

Topics

Arabic Abstract

دأب هذا البحث نحو الكشف عن ملامح سمياه الضريح الحسيني في الشعر العربي الحديث بصفته-أي الضريح-رمزا لخلود صاحبه، و انتصارا لكل القيم الإنسانية النبيلة ؛ على الرغم من إراقة دماء صاحبه الزكية على أرض الطفوف.

و قد اتخذ لهذه الغاية-التي رآها جديدة-نص (في الوقوف بين السموات و رأس الإمام الحسين) للشاعر العراقي (مظفر النواب) نموذجا ؛ إذ قد بدا فيه بوضوح إصرار الشاعر على جعل الضريح (أيقونة) للفداء النبيل و الثبات على الحق أمام جحافل الباطل.

و قد استطاع من خلال اتخاذ الضريح أيقونة أن يدين الجبن العربي الرسمي ، الذي ارتضى الجلوس على بيض المفاوضات البليدة، و أخذ يتشبث بنصوص سياسية بائسة، فوقف عاجزا-لسنين طويلة-أمام حصار فلسطين و احتلال أراضيها و تقسيمها إلى ضفة و قطاع و ما إلى ذلك من كلمات بذيئة تتصدر ألسنة الإعلام العربي، كما استطاع من خلاله أن يدين تخاذل دول العالم العربي لنصرة العراق و قد حاصرته جيوش الاحتلال، ثم تركه ممزقا متشرذما.

رابطا بذلك بين كربلاء و فلسطين من جهة الحصار و الموت عطشا وجوعا، وبين الحسين يوم الطفوف.

و العراق يوم الحرب الأمريكية من جهة الوقوف و الثبات على الموقف.

لقد مثل الضريح الحسيني-في هذا النص الفريد-خطا عموديا سيميائيا اخترق الخطوط العرضية الأخرى المكونة له، و هي خطوط المعجم و التراكيب و الضمائر و الأساليب و الإيقاع العروضي و الإنشادي.

و قد تحرك الضريح فيه ثلاث حركات ؛ كان أولها : الضريح بصفته أيقونة العتبة الحسينية المقدسة، و فيه تجسد الضريح مكانا سماويا (في السموات) يوازي-عند الشاعر-قداسة بيت الله الحرام في مكة، و الذي ولد هذه الصلة هو أن صاحب الضريح عليه السلام حفيد النبي ، و عاش في كنف ينابيع الوحي.

أما الحركة الثانية : فقد تمثلت في الخيال الشعري ؛ إذ قد اندمج الشاعر قلبا و روحا و عقلا في المشهد الحسيني، فتبلج قفل الضريح، و خرج الحسين منه أكثر حياة، و أكثر قوة، لم ينل منه أعداؤه شيئا ؛ كرامة لنسبه الشريف (ألست الحسين ابن فاطمة و علي ؟ لماذا الذهول).

أما الحركة السيميائية الأخيرة للضريح فقد كانت ممزوجة بالهم الوطني، فكما حوصر الحسين و عطش و قتل و تمزق، حوصر العراق حصارا اقتصاديا عنيفا وجوع أبناؤه، و قوتل، و ترك ممزق الأوصال.

يتقاطع الضريح مع مكونات النص الأخرى، فيبدو مؤثرا على اختيار الشاعر لمفرداته المعجمية، فتظهر مفردات معجمية مثل : الماء، كربلاء، فلسطين.

كما تظهر مفردات من عالم الهجاء : يزيد (بالإجراء)، و الخصاء، و قراد الحلول، و الكلاب.

كما ألقى الضريح - بصفته الإشارية-بظلال على اختيار الشاعر للتراكيب النحوية، فتوقف عند الجملة الافتتاحية الأولى، التي طالت كدفقة شعرية شعورية ربطت بين الضريح الحسيني و بيت الله الحرام (و الحمائم أسراب نور أترعتها ينابيع مكة أعذب ما تستطيع).هذا، و قد كان استحضار ((مظفر)) للإمام الحسين في النص استحضارا مباشرا عن طريق ضمير المخاطب، الذي حافظ به على الملامح التراثية لشخصية الإمام، مستغلا هذه الملامح في توليد المفارقة بين هذه الملامح وبين الجانب المعاصر.

و على جانب آخر بدا من خلال التحليل السيميائي للضمير في هذا الجزء، أنه مثلما يبحث الضمير عن مرجعية لغوية، و هي في النص (الحسين) -أي إن الحسين هو مركز النص الذي ترجع إليه الضمائر المخاطبة -فإن الضريح الحسيني هو مرجع (الضمائر) السوية و النفوس الزكية صاحبة القيم النبيلة و الثبات بقوة على الحق.

و لما كان استدعاء الضريح استدعاء عن طريق ضمير المخاطب، بدا في النص الفعل الإشاري للأساليب الإنشائية، إذ قد اعتمد الشاعر على الأساليب التي تستحضر المخاطب أمامها، و خاصة أسلوب الاستفهام، و أسلوب النداء.

أي إن استخدام الأساليب في النص جاء في فلك الضريح و صاحبه أيضا.

و لما كان الضريح خطا إشاريا عموديا يخترق الخطوط العرضية الأخرى للنص، بدا تأثيره الأيقوني على الوزن و النظام التفعيلي، و القافية، و الإلقاء الشفوي.

إذ قد جاء في وزن المتقارب ذي التفعيلة البطيئة المكونة من مقطعين صوتيين طويلين و مقطع واحد قصير، أي إن نسبة البطء فيه (2:1)، و هذا البطء الكمي يولد إيقاعا كإيقاع قرع الطبول الذي يأخذ بالقلب نحو الترقب و القلق و التوتر.

واضعا المتلقي في جو مشحون بأصداء السيوف و صهيل الخيول، كما بدا في قوله : (و لم يك أشمخ منك و أنت تدوس عليك الخيول)، و قوله : (إذ الشر يعلن دولته بالطبول).

و يشارك النظام التفعيلي في سمياه الوزن فتأتي التفعيلات الكاملة معادلا دلاليا على اكتمال المكيدة و إحكام دائرة القتل، و تمزيق كامل الجسد الحسيني الشريف.

كما بدا من خلال تفعيلتي : (عليك ل)، و (ته باطط) في كلمتي (دولته بالطبول).

و كما كان للوزن و النظام التفعيلي عملهما الإشاري، بدا بوضوح عمل القافية أيضا ؛ إذ اعتمد الشاعر على صوت روي اللام الساكنة، التي يلتصق طرف اللسان بسقف الحنك حين النطق بها، مولدا دلالة الالتصاق بأركان الضريح و التشبث بها استلهاما للقوة من صاحب الموقف الفذ، بدليل قوله : (تعلمت منك ثباتي و قوة حزني وحيدا).

و لما كان نص (في الوقوف بين السموات)نصا منشدا في الأصل، فقد صار لزاما على الباحث إن يتصدى لعناصر الإيقاع الإنشادي للنص، فدرس النبر بصفته مقطعا مميزا صوتيا عن سائر مقاطع الكلمة، و درس علو الصوت و شدته، كما درس دور التنغيم في تبيان الانتقال من معنى إلى آخر في النص، أو بالأحرى من حركة إشارية إلى حركة إشارية أخرى.

و في خطوة أخيرة في هذا الجزء الصوتي تمت دراسة دور البحة الصوتية عند ((مظفر)) في إنتاج دلالات الحزن و التوجع و التألم على صاحب الضريح، و العراق، و فلسطين و الوطن العربي.

English Abstract

Semiotics shrine (in standing between the heavens and the head of Imam Hussein) Ebrahim Gaber Ali The Faculty of Arabic Language - tongxin, Ningxia, China This research studies the lattice-Husseini shrine in modern Arabic poetry.

Through a poem (in standing between the heavens and the head of Imam Hussein) Iraqi poet Muzaffar Annawab.

In this poem move Husseini shrine three semiotic movements: First: the holy shrine threshold Hosseinieh icon.

Second: the shrine and poetic imagination legendary.

Third: the shrine / Iraq.

the shrine in this poem vertical lines of intersection with the occasional text lines, a line of poetic lexicon, and line compositions and wholesale poetic line voice tempo and Oral rhythm.

Data Type

Conference Papers

Record ID

BIM-1244970

American Psychological Association (APA)

إبراهيم جابر علي. 2017-09-30. سيمياء الضريح في الوقوف بين السموات و رأس الإمام الحسين عليه السلام. المؤتمر العلمي لوقائع جائزة السبط الشهيد الإمام الحسين بن علي عليهما السلام الدولية للإبداع الفكري (17 : 2016 : الجامعة الإسلامية، النجف الأشرف، العراق). . مج. 11، ع. 43، ج. 1 (عدد خاص) (أيلول 2017)، ص ص. 265-298.النجف، العراق : الكلية الإسلامية الجامعة،.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1244970

Modern Language Association (MLA)

إبراهيم جابر علي. سيمياء الضريح في الوقوف بين السموات و رأس الإمام الحسين عليه السلام. . النجف، العراق : الكلية الإسلامية الجامعة،. 2017-09-30.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1244970

American Medical Association (AMA)

إبراهيم جابر علي. سيمياء الضريح في الوقوف بين السموات و رأس الإمام الحسين عليه السلام. . المؤتمر العلمي لوقائع جائزة السبط الشهيد الإمام الحسين بن علي عليهما السلام الدولية للإبداع الفكري (17 : 2016 : الجامعة الإسلامية، النجف الأشرف، العراق).
https://search.emarefa.net/detail/BIM-1244970