المقاصد التحسينية في صحيح البخاري : العادات نموذجا

Abstract AR

إن أحكام الشريعة موضوعة لتحقيق أهداف سامية و مقاصد عظيمة يجمعها جلب المصالح للخلق و درء المفاسد عنهم و هذه المقاصد على رتب متفاوتة و منازل مختلفة أعظمها المقاصد الضرورية و هي التي يختل نظام العالم باختلالها ثم الحاجية التي يختل باختلاها نظام الأفراد و يقعون في أنواع المشاق باختلالها ثم التحسينية التي يختل باختلالها على سبيل الإطلاق المقاصد الضرورية و الحاجية فهي و إن كانت دونهما في المرتبة إلا أنها مكملة و مؤثرة فيهما.

و قد وقع اختياري على المقاصد التحسينية لما لها من عظيم الأثر في حفظ المقاصد الضرورية و الحاجية كما أنها تعد مظهرا من مظاهر الجمال و الحسن في الشريعة و تعتبر صورة جميلة لهذا الدين الحنيف و حيث إن كتب السنة كثيرة و متنوعة فقد وقع اختياري على أنفس هذه الكتب و أصحها بعد كتاب الله و هو كتاب الجامع الصحيح للإمام البخاري المتوفي (256 هـ) و قد كان هذا الاختيار مبنيا على أمور أهمها أنه أصح الكتب بعد كتاب الله ثم إجماع الأمة على اعتماده مصنفا فريدا في السنة النبوية ثم قيمة الكتاب العلمية حيث نال عناية بالغة من طرف العلماء و الدارسين ناهيك عن طريقة الإمام البخاري الإبداعية في ترجمة الأحاديث و تقطيعها إلى غير ذلك من الميزات التي فاق بها كتاب الجامع الصحيح باقي كتب السنة الأخرى.

و اقتضت طبيعة البحث أن يتكون من سبعة محاور و خاتمة أما المحاور فهي : المحور الأول : التعريف بالمقاصد التحسينية و أهميتها و المحور الثاني : النهي عن الجلوس في الطرقات و المحور الثالث : الأمر بإطفاء النار قبل النوم و تخمير الآنية و المحور الرابع : النهي عن هجر المسلم فوق ثلاث و المحور الخامس : النهي عن أكل و شرب المستخبثات و المحور السادس : النهي عن تناجي الاثنان إذا كانوا ثلاثة و المحور السابع : التحذير من النفاق و أهله.