المفهوم المعاصر للفهرسة و الفهارس و ثورة التغيير

Abstract AR

تعد الفهرسة و الفهارس من أكثر الحقول تأثرا بالتطورات الهائلة التي طرأت على تكنولوجيا المعلومات المتمثلة بثورة الإنترنت و السيادة المطلقة التي فرضتها البيئة الشبكية على مصادر المعلومات و إجراءات معالجتها و إتاحتها، و قد شهدت السنوات العشرة الأخيرة على وجه الخصوص غزارة هائلة لا مثيل لها من قبل في مجال النشر الإلكتروني المتمثل بالحجم الهائل من أوعية المعلومات الإلكترونية بشكليها المحمل على أوساط مادية والموجود بشكل افتراضي على ملايين المواقع في شبكة الإنترنت، و قد رافق هذا التطور الهائل في النشر الإلكتروني تطورا مماثلا في الجهة الأخرى المتمثلة بوسائل السيطرة الإلكترونية على تدفق المعلومات و ما تتضمنه من قواعد و معايير و برامجيات و لغات و نماذج و مبادرات ...

إلخ، و قد ظهرت هذه الوسائل جميعها بصور و أساليب جديدة تختلف في الغالب عن سابقتها من الأساليب التي صارت تقليدية، فعلى سبيل المثال جاءت الآن قواعد وصف المصادر و أتاحتها RDA التي تعمل في بيئة الإنترنت لتكمل قواعد الفهرسة الإنكلو أمريكية AACR2، كما جاءت الفهرسة المقروءة آليا في القرن الحادي و العشرين MARC21 باختلافات و تحديثات كبيرة من خلال ما تعتمد عليه من لغات ترميز جديدة مثل HTML و XML و غيرها، بحيث تتلاءم مع الطبيعة الخاصة بمصادر المعلومات الإلكترونية و لا سيما مصادر الإنترنت، كما ظهر أنموذجا المتطلبات الوظيفية للتسجيلة الببليوغرافية FRBRأنموذجا يصف تجميع الكيانات المختلفة في المحيط الببليوغرافي و يوضح العلاقات الببليوغرافية بينها .و باختصار فإن جميع هذه الوسائل التي تعمل تحت مظلة ما يعرف بالميتاداتا Metadata و ما تتضمنه من مفاهيم جديدة قد غيرت من وجهة الإجراءات الفنية وحولتها باتجاهات أخرى جديدة، و على هذا الأساس تحاول هذه الدراسة تغطية جميع هذه الوسائل و الأساليب و المفاهيم و الخروج بنتيجة حتمية لدعوة مجتمع المعلومات و المكتبات و لا سيما في مجتمعنا القريب للتغيير الشامل في أساليب الفهرسة و أشكال الفهارس و في مناهج التعليم في مدارس المكتبات و ضرورة تدريب العاملين في مكتباتنا على ما يؤهلهم للتعامل مع البيئة الإلكترونية الجديدة و توجيه طلبتنا للتخصص في هذا المجال.