الغزو البرتغالي لغينيا كوناكري نوفمبر 1970

Abstract AR

كانت القارة الأفريقية قد واجهت في ستينيات و سبعينيات القرن العشرين خطرا كبيرا تمثل في المد الرجعي الذي أصابها بكل قوة و عنف و كانت الثورة الأفريقية التي تبلورت طيلة فترة الخمسينيات و الستينيات و التي أدت لموجة التحرر للسواد الأعظم من الدول الأفريقية من السيطرة الاستعمارية و كانت تطمح هذه الحركة من أجل الوحدة الأفريقية و من ثم تحقيق آمال الشعوب الأفريقية في الحرية و الوحدة.

و أمام ذلك كانت القوى الإمبريالية قد أعادت تنظيم نفسها في شكل جديد وهنا تلاقت أهداف جميع القوى الاستعمارية في أفريقيا التقليدية منها و الجديدة من أجل القضاء على الحركة الثورية في أفريقيا وقد اتخذ ذلك عدة استراتيجيات تمثلت في خلق أنظمة أفريقية عميلة تعمل في إطار الإمبريالية العالمية و تسعى لخدمتها و تحقيق أهدافها ثم عملت على إيجاد نوع من المواجهة و العداء بين هذه الأنظمة و زعامات الثورة في أفريقيا من اجل إنهاكها و استنزاف مجهودها التحرري و الوحدوي ثم بدأت في التغلغل في قلب الدول الأفريقية الراديكالية و دعمت حملات الإطاحة بها و تقويضها و نجحت منذ منتصف الستينيات في العديد من هذه المحاولات و فشلت في العديد منها.

وكانت إحدى هذه المحاولات الفاشلة هي الهجوم الاستعماري على جمهورية غينيا كوناكري في 22 نوفمبر 1970 و التي قادته البرتغال من أجل الانتقام من نظام الرئيس الغيني أحمد سيكو توري من مساندتها حركة التحرر الوطني في غينيا البرتغالية المجاورة لكوناكري من أجل التحرر من ربقة الاستعمار البرتغالي الذي ظل جاثما فوق صدرها حتى منتصف السبعينيات.