الفقد بالموت في شعر صدر الإسلام و بني أمية دراسة تحليلية في ضوء الأنساق الثقافية

Abstract AR

تناولت الباحثة في هذا البحث موضوع الفقد بالموت في شعر صدر الإسلام و بني أمية دراسة تحليلية في ضوء الأنساق الثقافية، و عرضت لأحوال الشعراء، و أحساسيهم حين فقدوا أقاربهم الذين ربطوا بصلة دم معهم فماتوا، و بكوا عليهم أشد البكاء، و أظهروا الحسرة و الحزن، مع الصبر و احتساب الأجر من الله، بالإضافة إلى أنهم لم ينسوا وقت اشتداد الحزن أن يدخلوا في أشعارهم أنساقا اجتماعية ثقافية ثابتة مسلما بها، مترسخة في أذهانهم، وفي نمط حياتهم.

و الفقد بالموت من المباحث الكثيرة كثرة لافتة في شعرنا العربي، وذلك لارتباطه بحقيقة ثابتة في الوجود، ألا وهي الفناء فلا محالة من فقدان الأعزاء، و من يتصلون بصلات الدم و النسب و غيرهم، كما أن الحياة البشرية حافلة بكثير من مظاهر الألم و المعاناة و الموت، وتلك المظاهر من ثوابت الوجود الإنساني، و يحمل شعر الموت الكثير من الحزن و الحسرة، و يطفو بداخله شعور المرارة و الأسى، ولم يحمل الفقد بالموت مشاعر الحسرة و الحزن و البكاء فقط، بل تخلله مشاعر الرضا، و إحساس التسليم لأمر الله، مع تغلغل شعور الإيمان بالقضاء و القدر بالنفوس.

و ظهر من خلال النماذج المختارة بالبحث، حجم الحسرة التى سيطرت على الشعراء، و تملكت قلوبهم قبل عقولهم، فبفقد الأقارب زال الأمان و الحماية، و بفقدهم زالت المنعة و القوة، كما أظهروا مدى احتياجهم لمن رحل و مات، و أصبح يتهددهم الثأر من حين لآخر، مع ما يحمله هذا الشعور من بعد نفسي قاس، و دلالات مكتظة بالذل و الهوان.

مع ما عبرت عنه أنساقهم الثقافية و الاجتماعية لتشكل شعر الفقد بالموت، و تداخلت تلك الأنساق مع فكرة الحياة و الموت و الدهر، مع ما اقتضته النزعة الإسلامية من مبادئ و أفكار ترسخت بأذهانهم، و ظهرت أيضا في أشد لحظات فقدهم فقد الابن، و الأخ، و الأب، و الأزواج، و القوم، وغيرهم من الأقارب ذوي الدم و النسب.