مفهوم الهيمنة في نظريات العلاقات الدولية

Abstract AR

تتنوع نظريات العلاقات الدولية ما بين وضعية و ما بعد و ضعية.

و لكننا نجد أن هناك بعض المفاهيم المشتركة و القضايا التي شغلت باحثي العلاقات الدولية على اختلاف مشاربهم و من ذلك المفهوم الهيمنة.

تعرف الهيمنة على أنها تفوق دولة عظمة في النسق الدولي بحيث يضع الأنماط و السلوك و القواعد التي تتبعها بعض الدول في النسق.

و هذا التعريف غير نهائي فلقد اختلف كتاب العلاقات الدولية في وضع تعريف جامع شامل لمفهوم الهيمنة.

و لكن اللافت للنظر اتفاق بين الواقعية و الليبرالية حول الهيمنة.

فنظرية الاستقرار الهيمني نجد لها جذورا مشتركة بين النظريتين و إن كان هناك بعض الاختلافات التي تم توضيحها في البحث.

فهناك من يفرق بين الهيمنة و القيادة من جهة و من يفرق بين الهيمنة و السيطرة وتم عرض الاختلافات بين الهيمنة و القيادة و السيطرة.

ونظرية الاستقرار الهيمني تؤكد على أهمية وجود مهيمن في النسق الدولي أما الاختلاف بين الواقعية و الليبرالية فيكمن في صورة القوة المطلوبة.

بمعنى أن النظرية الواقعية تفترض صورة القوة المادية العسكرية التي تمكنها من فرض سيطرتها على دول النسق الدولي مع كل ما يثيره ذلك مع مسألة ميزان القوة على اختلاف مشاربها.

أما النظرية الليبرالية فهي تعترف بضرورة توفر القوة المادية للدولة المهيمنة و لكن العبرة هنا بالقوة الاقتصادية التي تفرض معايير و قواعد اقتصادية معينة تسير عليها الدول و تضع مؤسسات دولية و منظمات تيسر التفاعل الدولي و تقلل من فرص الصراع الدولي.

هذا من ناحية و من ناحية أخرى نجد أن النظرية النقدية قد أسهمت في هذا الموضوع و لكن من منظور مختلف إنه المنظور الجرامشي للهيمنة الذي يضيف البعد الفكري(الأيديولوجي) للموضوع.

وينتهي البحث بالهيمنة الامريكية و قضية صعود الصين.

و السؤال الذي يثيره لعديد من باحثي العلاقات الدولية و الذي مفاده هل ستصعد الصين سلميا وهل ستسمح الولايات المتحدة الأمريكية بقطب آخر ينافسها هيمنتها على النسق الدولي أم أن الصين ستكون المهيمن الجديد هل سيكون صعود الصين مدعاة لمجابهة أو حرب عسكرية بينها و بين الولايات المتحدة الامريكية يحاول البحث الإجابة عن كل هذه الأسئلة من خلال النظريات الواقعية و الليبرالية و النقدية.