أثر العقيدة في التوجيه النحوي في القرآن الكريم

Abstract AR

توصّل البحث الى نتائج عدة كان من اهمها : ـــــ لابد من الربط بين احكام النحو العربي والعقيدة الاسلامية من اجل الوصول الى المعنى المقصود وهذا يساعدنا على فهم التراكيب المشكلة التي تتعارض مع عقيدتنا الاسلامية أو تلك الايات التي تحتمل اكثر من وجه نحوي .

ــــ ان العلاقة بين التوجيه النحوي والعقيدة علاقة قوية لا يمكن الفصل بينهما ولو اقتصرنا على النظر في بنية النص القراني الظاهرية لوصلنا الى فهم خاطئ لمعاني اياته الكريمة ولكننا لو عرفنا العقيدة الاسلامية واثرها في توجيه الحكم النحوي لوصلنا الى المعنى المقصود في الايات الكريمة.

ـــــ ان معرفة اثر العقيدة في توجيه الاحكام النحوية يتطلب معرفة الاسس العقدية التي بُني عليها الاسلام ومن ابرزها مباحث التوحيد الالهي بمختلف انواعه وصفاته الثبوتية والسلبية من علم وقدرة وحياة ومباحث النبوة ا ومباحث المعاد واليوم الاخر .

ــــ قد ياتي ضمير العاقل او الاسم الموصول المستعمل للعاقل للدلالة على غير العاقل وهذا ما حصل في كثير من الايات القرانية بسبب عقيدة المخاطبين فجاء الخطاب لغير العاقل بما يدل على العاقل مراعاة لهم واحتراما لعقيدتهم التي آمنوا بها وان كانت باطلة .

ــــ تعد ظاهرة الحذف من اهم الظواهرفي اللغة العربية وقد جاء حذف المضاف واقامة المضاف اليه مقامه في القران الكريم كثيرا ولكن يشترط ان يكون هذا الحذف واضحا خاليا من اللبس لكي يستطيع المتلقي او السامع الوصول الى معرفة المحذوف بأدلة يقينة مبنية على فهم دقيق للنص القراني ومعرفة واضحة بالاسس العقدية التي استند اليها وبهذا نبتعد عن الالغاز والتعمية والتشويش.

ــــ ان اصل (كان) انها تدل على المضي ولكن هذا المعنى ليس لازما لها فقد تخرج للدلالة على الدوام والاستمرار بحسب ما تدخل عليه ومن ذلك عند دخولها على صفات الله جل وجلاله وافعاله.

ــــ ذكر النحويين ان الظن قد يكون بمعنى العلم (اليقين) وهذا ما لا تفرضه العقيدة في مواطن كثيرة من القران الكريم .

ــــ(عسى) من افعال المقاربة وهي تدل على الرجاء ولكنها تدل على الوجوب اذا جاءت مع لفظ الجلالة لان العقيدة تمنع من ذلك فالله سبحانه لا يرجو شيئا بل يوجب تحقيقه.

ـــــ الدلالة اللغوية لـ (لعل) هي :الترجي او التوقع ولكنها قد تخرج عن دلالتها الاصلية هذه في القران الكريم الى دلالات اخرى ومنها التعليل لا سيما اذا كان المتكلم هو الله تعالى اذ لا تصح هذه المعاني (الترجي والتوقع) اذا اسندت اليه سبحانه لما يترتب على ذلك من صفات غير لائقة به جل جلاله من مثل الجهل اوغيره تعالى هو عن ذلك.

ـــــ ذكر النحويون ان (أو) مع الجملة الخبرية تفيد احيانا معنى الشك وهذا لا يمكن ان تفسّر به الآيات التي وردت بها( أو ) ولا سيما اذا كان الله تعالى هو المتكلم ولا يمكن حملها على معنى (بل) لان (بل) لا تاتي في الكلام المثبت إلّا للاضراب بعد غلط او نسيان وهذا منفي على الله عز وجل ــــ التراكيب الانشائية في أصل وضعها لا دلالة فيها على الخبر والانشاء الا اذا كان للناطق بها قصد ما وللعقيدة هنا اثر بارز في تحديد دلالتها مع مراعاة الاحوال التي قيلت فيها وقد تنوعت اغراضها بحسبب السياقات الواردة فيها