الجذور التاريخية للتطرف لدى التنظيمات الارهابية الإسلامية المعاصرة

Abstract AR

ان الجذور التاريخية للتطرف لدى التنظيمات الارهابية الإسلامية المعاصرة تضرب بعيدا في اعماق التاريخ الإسلامي حيث تعود في الاساس الى الاختلاف في تأويل و تفسير النص القرآني و فهمه بين المسلمين والى صراعات و المشاكل السياسية التي شهدها القرن الأول الهجري من تاريخ الاسلام.2 – ان الارهاصة الاولى للتيار السلفي المتشدد تمثلت بظهور فرقة الخوارج على الساحة السياسية و الفكرية الإسلامية و التي مثلت البذرة الاولى للفكر التكفيري المتطرف في التاريخ الإسلامي إذ تبنت ايديولوجية رفض و مقاتلة كل من يخالفها في الرأي و عرفت بالتعصب و المغالاة في المعتقدات الدينية.3 – أساهمت السلطة الأموية في وضع الجذور الاولى للفكر المتطرف في تاريخ الاسلام بما مارسته من عنف و إرهاب ضد أهل بيت النبوة ( عليهم السلام ) و ضد شيعتهم والموالين لهم هذا فضلا عن تشجيع خلفائها لوضع الاحاديث المحرفة التي تخدم أغراض تلك السلطة و تحقق اهدافها وقد تضمنت تلك الاحاديث معنى التشبيه و التجسيم و القول بالجبر و أصبحت فيما بعد معتمد الحشوية من أهل الحديث و الحنابلة.4 – ثم كان ظهور المذهب الحنبلي من بين المذاهب الفقهية الأربعة و الذي كان الأقل انتشارا لخشونة اصحابه و افراطهم في اشعال الفتن المذهبية و تمسكهم بظواهر النصوص من الكتاب و السنة وقد مثل المتشددون من اتباع هذا المذهب المرحلة الثانية للنزعة السلفية و الفكر المتطرف في التاريخ الإسلامي وقد ساندت السلطة السياسية العباسية في عهود بعض الخلفاء اتباع هذا المذهب لتحقيق اهدافها في مناهضة القرق و التيارات الأخرى ذات الاتجاه العقلي في الفكر الإسلامي كالمعتزلة و الإمامية و الاشاعرة و بذلك ادت السياسة دورا في دعم و اسناد اتباع التيار السلفي المتشدد خدمة لأغراضها و اهدافها لاسيما في عهد الخليفة المتوكل و الخليفة القادر بالله.5 - وقد تجدد المنهج السلفي المتشدد في القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي على يد ابن تيمية الحراني الذي دعى الى العودة الى عقيدة السلف و ائمة الحديث كأحمد بن حنبل وغيره حيث بلغت السلفية بفتاويه و اراءه و افكاره المتطرفة أوج نضوجها و اكتمالها وغاية مداها وقد ارتكزت السلفية الجهادية في العصر الراهن على افكار ابن تيمية و فتاويه في موضوع الجهاد لاسيما في كتابه المعنون " السياسة الشرعية في اصلاح الراعي و الرعية ".6 – ثم ظهرت الحركة الوهابية نسبة الى مؤسسها محمد بن عبد الوهاب في القرن الثاني عشر الهجري في شبه الجزيرة العربية حيث كان ابن عبد الوهاب المطبق الفعلي لأفكار التطرف متأثرا بابن تيمية و تلميذه ابن القيم الجوزية و عملت الوهابية على احياء و نشر الفكر السلفي المتشدد في مناطق شبه الجزيرة العربية بالتحالف مع آل سعود وقد شكلت الافكار التكفيرية المتطرفة للوهابية بالاضافة الى الطروحات الفكرية التي جاء بها سيد قطب في مصر الاساس الايديولوجي للتنظيمات السلفية الجهادية التي نشأ عنها تنظيم القاعدة في نهاية الثمانينات من القرن العشرين و الذي انبثق عنه تنظيم داعش الارهابي في العصر الراهن.