الحكم الشرعي و أسباب اختلاف العلماء فيه

Abstract AR

الحمد لله الذي منح عباده العقول، و غرس فيها ميزان الأصول، و قيض لشرعه جهابذة ينفون عنه كل باطل و منحول، و خول المجتهدين الفحول أن يمزجوا بين المنقول و المعقول، و جعله متسما بالسماحة و الثبات و الشمول، وموافقا للفطر و العقول.

و الصلاة و السلام على خير الأنام المصطفي الرسول، و على آله و صحبه العدول.

و أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله و على آله و صحابته و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فيظن كثيرون أن اختلاف العلماء في المسائل الفقهية، و منها الخلاف في الأحكام الشرعية من المثالب أو من الإشارات الدالة على الخلل، و ما ذلك إلا لضيق أفق هؤلاء الذين سلبوا عن العلماء جانبهم الإنساني، متناسين تباين الثقافات و المصالح و الغايات و طرق الاستدلال و الاستنباط.

لذلك كانت الرغبة في إزالة هذا الوهم ببيان حقيقة الحكم الشرعي و أسباب اختلاف العلماء فيه، وأن هذا من رحمة الله تعالى بهذه الأمة، و دليل على سعة أفق الشريعة السمحة و مرونتها، و أهمية العقل في الوصول إلى الحكم الشرعي، و هذا ما تناولت بعض جوانبه في هذا البحث الموسوم (الحكم الشرعي و أسباب اختلاف العلماء فيه).