الاجتناب في الخطاب القرآني : المفهوم و الأثر الفقهي

Abstract AR

الحمدُ لله الذي أنزلَ على عبده الكتابَ ولم يجعل لهُ عوجاً ، والسلامُ على عباده الذين اصطفى من الرسل والانبياء والأئمة الاصفياء ، ولا سيما خاتمهم وسيدهم محمد ، وعلى آله الأطهار وصحبه المنتجبين 00 وبعدُ : فقد كرّمَ اللهُ تعالى الانسان ، وفضّلهُ على سائر خلقهِ ، وسخّرَ لهُ ما في الأرضِ جميعاً ، ثمَّ زادهُ تكريماً بالقرآن الكريم ، واختصَّ أمّةَ العرب أنْ اجتبى لغتهم لتكون وعاءً حاضناً لخطابه الذي ما زال نضّاحاً بشتّى أنواع العلوم والمعارف 0 ولمّا كان الخطاب القرآني خطاباً خاتماً وشاملاً لعموم بني الانسان ، فقد ورد ثابت النص متجدد القرآءة بطريقةٍ تُلائمُ حاجة الانسان ، وتواكب مسيرة الحضارة الانسانية ، وهذا سرٌّ من أسرار خلوده واعجازه وفي ضوء ذلك فقد كان حقيقةً على العلماء والباحثين أن ينكبّوا على دراسته ، وسبر أغواره وكشف دلالاته ومعانيه 0 ولا تقف حدود ذلك الاستحقاق على كليّاته ( سوره وآياته ) ، بل تتعدى الى الوقوف على دلالات المفردات والمفاهيم والصيغ ، بل تتعدى الى الحركات الاعرابية على الحروف ، إذ لا يخفى أنهُ قد يكون لتلك الحركة دلالة دقيقة ومُعمّقة ومستقلة 0 فقد تناولنا في بحثٍ مستقل دلالة حركة الضم على حرف المضارعة الياء في مفردة ( يُطيقونه) الواردة في آية الصيام ، وخلصنا الى قدرتها على تأسيس حكمٍ شرعيٍّ دقيق 0 وقد رصدنا اختلاف المفسرين والفقهاء حول دلالة مفهوم الاجتناب ( بصيغته الآمرة) ورأينا أنَّ استقصاء وتتبع ذلك الاختلاف جديرٌ بالدراسةِ والبحث ، ومحاولة الكشف عن الدلالة الحقيقية لذلك المفهوم 0 وقد وقفنا على دلالة ذلك المفهوم في اللغة وحاولنا أن نضع تعريفاً اصطلاحياً لهُ ، ثمَّ كشفنا عن دلالة هذه المفردة في المنظور القرآني والفقهي ، وخلصنا الى نتائج ، نعتقد أنها جديرة بالمناقشة والتحليل والنقد 0 فان وُفّقنا في ذلك ، فذلك من الله تعالى ، وإنْ أخفقنا ، فحسبنا أنّها محاولةٌ متواضعةٌ لخدمةِ كتاب الله تعالى وآخر دعوانا أنْ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين 0