المبالغة في مديح أعمال السلاطين و أفعالهم من خلال كتب سير الحكام المفردة أبان العصر المملوكي (648-923 1250-1517)‎

Abstract AR

في النهاية توصل البحث الى العديد من النتائج أهمها • راج فن كتابة التراجم لاسيما كتب السير المفردة للسلاطين أبان العصر المملوكي.

• تميز أغلب مؤرخو كتاب سير الحكام بطابع التملق، و الإكثار من المبالغات في المديح بغية الحصول على رضا السلاطين.

• أغلب من كتب عن سير الحكام في تلك الفترة هم من عاصر السلاطين أصحاب السير.

• عد هذا الجانب عامل سلبي و ضعف، كونها أثقات هذه الكتب التأريخية بالعديد من صفحات المبالغة من المديح و الثناء و التي لا تخدم دارس التأريخ.

تناولت الدراسة البحث في كتب السيرة المفردة للحكام خلال عصر المماليك، و التي لاقت رواجا واضحا في مجال التأليف و ظهر هناك العديد منها، ركزت الدراسة على المبالغة في وصف أعمال السلاطين و أفعالهم، إلا ان المؤرخ من هذا الصنف عدها صورة من صور العظمة و الفخر بسلطانه، لتعظيم سيرته بالعبارات المزخرفة الرنانة، و هذا يعد عامل ضعف لكتب سير الحكام المفردة و التقليل من أهميتها التأريخية.

من انواع المبالغة في المديح ما يخص اعمال الحكام و افعالهم و تهويلها و جعلها من الخوارق، هذا ما لمسناه في كتابات السيرة المفردة للحكام خلال العصر المملوكي رغبة من المؤرخين في تأطير تلك السيرة بالحسنات و الايجابيات و تصوريها و كأنها من النوادر التي لم يظهر مثيل لها من قبل0ومن جملة مؤرخي عصر المماليك ابن قاضي شهبة الذي دون لنور الدين زنكي بوصفه قد اعجب به و بصفاته و أعماله و أراد أن يتوج هذا الإعجاب بعمل تدوين كتاب لسيرته، وقد طغى هذا الإعجاب على موازين المؤرخ المنصف المحايد فنجد المؤرخ قد صور لنا و أدرج أعمال بطل السيرة كلها بأبهى العبارات و أجمل الثناء و المديح حتى و إن خرج الفعل عن الحق و المعقول، فمن أعمال نور الدين التي أوجبت تدوينها و حفظها هي بناءه المستشفيات و الإهتمام بها، إلا أن تفاصيل هذا العمل تشير الى تعنصر نور الدين و ظهور النفس الطائفي و الإنحياز لجانب المسلمين على حساب بقية الطوائف الأخرى، و هذا الشي يسانده نور الدين و يؤيده و يعده من مفاصل الفخر في جوانب أعمال زنكي، و تكملة الرواية هو عند إكمال بناء البيمارستان زاره نور الدين زنكي و تفقد مرافقه، وقال ا يدل على من سيستفاد من هذا الصرح مقدما بقوله "هذا حلال على جميع المسلمين و حرام على اليهود و النصارى و على غلام وجارية تحت الرق فلا يدخله إلا و هو معتوق" ( )، يبدو أن نور الدين كان متعصبا ليس للمذهب فحسب بل على بقية الديانات السماوية، فما هو ذنب هؤلاء المعنيين من اليهود و النصارى أو من العبيد الذين تحت الرق وهم تحت حماية دولته