الأطر المعرفية و المنهجية للمكون الإعلامي و الاتصالي للسلم و التماسك المجتمعيين : تحليل من المستوى الثاني

Abstract AR

تتحدد مشكلة الدراسة الحالية في تحليل الخريطة البحثية العربية و العالمية للدراسات التي تعرضت للمكون الإعلامي و الاتصالي في بحوث كل من السلم و التماسك المجتمعيين، و ذلكفي الفترة بين عامي 2011-2020، بهدف رصد المجالات و الأبعاد النظرية و المنهجية الموظفة في هذه الأدبيات بما يساعد على التوقف عند الإشكاليات و الفجوات المفاهيمية و المنهجية فيها، الأمر الذي يمكننا بدوره من طرح أدلة مغايرة جديدة، و حوافز أكثر فاعلية في تشكيل العلاقة بين وسائل الإعلام عامة، و المستحدثة منها على وجه التحديد، و بين سلم و تماسك المجتمعات المعاصرة.

و تسعى الدراسة إلى أن يتأتى هذا الطرح المغاير عبر مستويين أساسيين؛ يتوقف الأول منهما عند الأدوار البحثية للأكاديميا الإعلامية التي تفتقر و بشدة للبحوث الإمبريقية/ التطبيقية التي تقيس بشكل كمي دقيق خريطة المتغيرات المؤثرة على العلاقة بين وسائل الإعلام، و بين تحقيق/تعزيز السلم و التماسك المجتمعيين، بينما يتمثل المستوى الثاني الذي تستهدف الدراسة التالية تقديمه في الدفع بإستراتيجية بحثية عربية توائم بين أهمية هذه الوسائط الإعلامية في الوقت الراهن، و بين خصوصية السياقات المجتمعية، و الثقافية، و السياسية العربية.

الأمر الذي يسمح بالوقوف على أرضية صلبة و واقعية عند تقديم أي طرح بحثي إعلامي قابل للتحقق و التنفيذ، و بما يدفع بإمكانية استشراف رؤية مستقبلية لسبل و آليات توظيف المكون الإعلامي في دعم عمليات السلم و التماسك الاجتماعي.

رصدت الأدبيات البحثية السابقة محل التحليل (107 دراسة) العديد من الصعوبات التي و اجهت، و ما زالت تواجه المكون الإعلامي في عمليات بناء و دعم السلم و التماسك المجتمعيين.

تمثلت بعض هذه الصعوبات في أن مخرجات الأنشطة الاتصالية لا يمكن تحديدها و قياسها بوضوح عندما يكون من المحتمل أن تلعب العوامل الأخرى دورا، فضلا عن أنه لا يمكن قياس الفوائد المباشرة لكل منها بالمقاييس نفسها وفي المجتمعات المختلفة.