الخصوص و العموم و دلالتهما في مؤلفات محمد الأمين الشنقيطي

Abstract AR

تعتبر قضية اللفظ و المعنى من القضايا الهامة التي أولاها علماء العرب عناية و اهتماما منذ بداية الدراسات اللغوية، و لا يزال البحث في هذه القضية مستمرا إلى يومنا هذا؛ فظهرت إثر ذلك توجهات و نظريات حملت في طياتها آراء و أفكارا متنوعة، مست مجالات متنوعة كالفقه و أصول الفقه و التفسير و النحو و الصرف و الدلالة و البلاغة و علم المعاجم.

.

.

وغيرها من العلوم، و نتج عن هذا كم هائل من المصطلحات و المفاهيم تتزاوج و تتمازج فيها الدلالة مع علوم أخرى و تنوعت دلالات الألفاظ بتعدد العلوم و السياقات المتعددة التي ترد فيها، و من هذه المصطلحات و المباحث مبحثا العموم و الخصوص اللذان شغلا بشكل كبير فكر الأصوليين مما دفعهم إلى توظيف القرائن اللفظية و السياقية المتعلقة بهما للوصول إلى فهم النص و كذا استنباط الحكم الشرعي.

إن مبحث العام و الخاص يدرجه البعض تحت علم أصول الفقه، و البعض الآخر تحت علوم القرآن، و فريق ثالث تحت علم التفسير و بعضهم يدرجه تحت علم الكلام و الدلالة و المنطق و الفلسفة و هو ما أدى إلى تنوع الدراسات و المؤلفات في حقه.

إن التعدد الوظيفي للعلوم يمكن أن يدخل في أكثر من حقل معرفي، فعلم أصول الفقه يشتمل على مباحث الألفاظ و جملة من علم الكلام و الفلسفة و غيرها، و هكذا سائر العلوم، فلا غرو أن تنتظم علوم القرآن أبعاضا من معلومات وظفت في علوم أخرى، وذلك بالنسبة إلى ما يسمى بالعلوم المشتركة، وهي غير العلوم التي تكون من صميم القرآن، و التي يطلق عليها العلوم المنبثقة.

و من الذين أسهبوا في الحديث عن هذا الموضوع محمد الأمين الشنقيطي في مؤلفاته و خاصة كتابه تفسير (أضواء البيان) فما مفهوم كل من الخاص و العام عند الشنقيطي و ما هي أقسام و صيغ كل منهما و ما القواعد الأصولية التي تحدث عنها الشنقيطي التي لها علاقة بالموضوع؟ هذا ما ستجيب عنه هذه الورقة البحثية.