القيم التشكيلية للعناصر الزخرفية في فن القط العسيري ومدى الإفادة منها في تأكيد الموروث الثقافي من خلال إعداد تصاميم طباعية حديثة للمنسوجات

Abstract AR

تناولت الباحثة القيم التشكيلية للعناصر الزخرفية في فن القط العسيري المميزة للعمارة التقليدية بمنطقة عسير-والتي تقع جنوب المملكة العربية السعودية؛ وهدفت الباحثة من دراسة القيم التشكيلية للعناصر الزخرفية في زخارف القط العسيري؛ إلى إيضاح شيئا من الجانب التاريخي والفني والثقافي لهذه الزخارف؛ ودورها في تأكيد الموروث الثقافي السعودي وذلك لتعزيز الهوية الوطنية، حيث يعتبر التراث المادي من أهم الموروثات الثقافية التي تميز أي مجتمع عن الآخر ويعد الموروث الثقافي لأي بلد تعبيرا جليا عن هويته الوطنية والإنسانية في مراحل زمنية وتاريخية مختلفة، ويشمل الموروث المادي وغير المادي؛ والموروث الثقافي في تعريف موجز له هو كل ما تركه الأسلاف من معارف وآداب وفنون وعادات وتقاليد ومعتقدات وقيم، تعكس نشاطهم المعرفي وطريقة تفكيرهم وظل متوارثا للأجيال، وكانت الأهمية القصوى لهذا الدراسة البحثية هو التعرف على القيم التشكيلية لأنواع وأشكال من زخارف القط العسيري في العمارة التقليدية بعسير ومحاولة الإفادة منها في تأكيد الموروث الثقافي السعودي وذلك من خلال إعداد تصاميم طباعيه للمنسوجات عصرية ومبتكرة باستخدام إحدى برامج التصاميم الإلكترونية، فالفنان المبدع لا يلجأ إلى قواعد التراث وتقاليده وتقنياته كغاية في حد ذاتها إنما يلتقط من هذه التقاليد بقدر ما يستوعب ليعيد ترتيبه ودمجه على نحو مغاير وفريد تماما في ضوء الأسلوب أو الطراز الفني المميز للفنان ليخرج في النهاية المنتج الأصيل بعيدا عن التقليد الحرفي للأمر 2، ولتنفيذ هذه الدراسة تم إتباع إجراءات علمية ممنهجة منها الاطلاع على عدد كبير من الإصدارات والدراسات السابقة التي اهتمت بمنطقة عسير من حيث التاريخ والجغرافيا والتكوين الاجتماعي والاقتصادي والمنتجات الفنية سواء أكانت زخارف أو أدوات حياتية.

ومن خلال هذه الدراسة والتحليل توصلت الباحثة إلى عدد من النتائج أهمها: 1.

إن الإيقاع والتناغم بالشكل واللون في زخارف فن القط العسيري يعبر عن الحساسية المرهفة والمترفة لدى الفنانات الشعبيات المنفذات لهذه الزخارف في هذه المنطقة.

2.

أنه يمكن الإفادة من القيم التشكيلة لزخارف فن القط العسيري في تأكيد الموروث الثقافي السعودي وذلك من خلال إعداد تصاميم طباعيه للمنسوجات ذات الاستخدام اليومي مثل (الحقائب-التيشيرتات-البناطيل-الفساتين-الإيشاربات) باستخدام إحدى برامج التصاميم الإلكترونية.

3.

إن زخارف القط العسيري تعتبر بالنسبة للباحثة من أوائل مدارس الفن التشكيلي في جنوب المملكة العربية السعودية.

ولذلك أوصت الباحثة بمحاولة إحياء هذا الفن الشعبي الجميل لما يحمله من قيم جمالية مرتبطة بالتاريخ والحاضر والمستقبل من خلال إعداد تصاميم طباعيه حديثه للمنسوجات والإفادة منها في المجالات السياحية، وكذلك أوصت الباحثة بإقامة متحف دائم يتناول حياة الفنانات العسيريات بكل تفاصيلها الحياتية لأنهن من ساعد في إنتاج هذا الفن المميز الجميل.

واقترحت الباحثة عمل دراسات مستقبلية مكثفة لفن القط العسير كمحور هام في تعزيز الهوية الوطنية وتأكيد الموروث الثقافي السعودي؛ بالإضافة إلى ما هو موجود الآن من دراسات بحثية تمت بشكل متواضع؛ ودعم ذلك من قبل جهات وهيئات رسمية في المملكة العربية السعودية.

واقترحت الباحثة أيضا إنشاء مكتبة إلكترونية متخصصة لهذه الزخارف تسهل مهمة الباحثين في جميع أنحاء العالم عند الرغبة في الحصول على أذونات وصور ذات جودة عالية ومعلومات صحيحة موثقة توثيقا علميا لهذه الزخارف؛ لتستخدم بطرق صحيحة وبإشراف مباشر من متخصصين.