Les contributions de l'UNESCO à la protection et à la promotion du patrimoine culturel : étude de cas *Algérie*

Abstract AR

یعتبر التراث الثقافی العالمی إرثا مشترکا للإنسانیة جمعاء و شکلا من أشکال ذاکرة الشعوب و مفخرة الأمم و اعتزازها برموز و قیمها و هویتها الوطنیة، کما یعد بمثابة الرابط بین الماضی و الحاضر، و من أحد الآلیات الفعالة لتعزیز التنمیة المستدامة و ذلك من خلال المحافظة على الممتلکات الثقافیة لصالح الأجیال القادمة لذلك سعى المجتمع الدولي إلى توفیر کل الضمانات القانونیة لحمایة هذه الموروثات الثقافیة، سواء في زمن السلم أو الحرب من خلال إبرام العدید من الاتفاقیات الدولیة التی تهدف إلى حمایة، و تثمین هذا التراث الإنساني و تعزیز تنمیته المستدامة لصالح الأجیال المقبلة.

و تعد العراق من أهم الدول الغنیة بالمواقع و المعالم الأثریة، و کذا الشأن بالنسبة للجزائر التي تحتضن أیضا رسوم ما قبل التاریخ و مخلفات الإغریق و الفینیقیین و الکنعانیین و الرومانیین و البیزنطیین و العرب و الإسلامیین، فمن رسوم جانیت في الجنوب إلى تیبازة شرشال فی الشمال، و آثار تیمقاد فی الشرق إلى آثار منصورة فی تلمسان غربا.

إلا أن هذا التراث الثقافي تعرض إلى ظاهرة تسرب الأثار من بلدانها و ما زال یعاني إلى یومنا هذا من الاندثار و الإهمال من جهة و من و السرقة و النهب و التخریب، و التدمیر من جهة ثانیة نتیجة الحروب، و النزاعات المسلحة فی عدة مناطق فی العالم کالعراق و الیمن و سوریا مما جعل المجتمع الدولي یدرك الخطورة الجسیمة التي یتعرض لها التراث العالمي و وجوب الإسراع في وضع تدابیر عاجلة لحمایته، و تجسدت هذه المجهودات فی إبرام العدید من الاتفاقیات الدولیة لحمایة هذا الموروث الإنساني باعتباره إرثا مشترکا للإنسانیة جمعاء.

و على هذا الأساس یمکن تحدید الإشکالیة التالیة : إلى أي مدى ساهمت منظمة الیونسکو فی إنشاء و تطویر و تنفیذ القواعد القانونیة الدولیة لحمایة التراث الثقافي بهدف التقلیل من ظاهرة تدمیر و سرقة و نهب و تخریب التراث الثقافي العالمي خاصة اثناء النزاعات المسلحة ؟ و ما مدى نجاعة آلیات المتبعة من قبل المنظمة لحمایة التراث الإنساني المشترك ؟ و هل ساهم التراث الثقافي فی الجزائر إلى ترقیة السیاحة و الصناعة الحرفیة و بالتالي الوصول إلى السیاحة التراثیة من أجل تحقیق التنمیة المحلیة و الوطنیة ؟ و ما هي إسهامات المنظمة فی إرساء و تطویر و تنفیذ القواعد القانونیة الدولیة لحمایة التراث الثقافي؟ و للإجابة عن هذه التساؤلات انتهجنا المنهج الوصفي التحلیلي و من خلال ذلك قسمنا بحثنا هذا إلى ثلاثة محاور أساسیة تطرقنا فی المحور الأول إلى دور الحمایة القانونیة الدولیة فی تحقیق التنمیة المستدامة للتراث الثقافي العالمي و هذا من خلال التطرق إلى الاتفاقیات الدولیة و التوصیات التي تحمي هذا التراث أما المحور الثاني فقد تطرقنا فیه إلى تحدید الآلیات الدولیة لحمایة التراث التفافي و هذا عن طریق إشراف منظمة الیونسکو على تنفید الاتفاقیات الدولیة ذات الصلة بموضوع التراث التفافي.

اما فی المحور الثالث فتطرقنا فیه إلى إسهامات المنظمة فی الحفاظ و الإصلاح و الترمیم وکذلك فی استرداد الممتلکات الثقافیة.