رؤى مفاهيمية في تشكيل ما بعد الحداثة

Abstract AR

ساهمت الحرب العالمية الثانية بتغيير شكل الحياة الاجتماعية بفعل النتائج السلبية التي أثرت على الواقع اقتصاديا و سياسيا مما تطلب وجود موقف إنساني يعيد التوازن للحياة بشكلها العام، كان للفن دور مهم في خلق شكل من أشكال الموازنة الفكرية ذات الأثر النفسي الإيجابي فضلا عن الحركات الإنسانية التي أثمرت عن صياغة الأفكار التي ترفع من قدر الإنسان و حقوقه.

شهدت أمريكا و أوروبا في تلك المدة ولادة فكر جديد لا ينتمي إلى الحداثة بفعل المتغير الاجتماعي و الاقتصادي سبغ المرحلة بنوع جديد من الخطاب البصري الذي يحاول الإجابة على التساؤلات المطروحة بإمكانية إعادة الحياة بشكل يليق بالإنسان و تاريخه الطويل في محاولة إرساء قيم أخلاقية و مفاهيم إنسانية رفيعة المستوى، و ليعد تغير المفاهيم الفنية بحسب التحولات السياسية و الاجتماعية و التاريخية هو المدخل الذي يجب أن ننظر عبره إلى الفكر (ما بعد الحداثوي) و أن نقرأه في سياق الهزات الفكرية و الأيدلوجية التي أصابت البشرية في مفاصلها عامة و الفن خاصة.

إن إشكالية بهذه السعة لا بد من تحديدها في مجموعة من التساؤلات التي تتطلب إجابات تحدد إطارها العام و المتمدد يمكن إجمالها بالآتي : هل ما بعد الحداثة حقبة لها فترة زمنية محددة تدل على حركة معينة بالفن ؟ و هل يحمل هذا التوجه قطيعة جذرية مع معطيات تاريخ أشكال الرسم المعروفة ؟ و ما أبرز التغييرات التي ستتركها هذه الظاهرة على فنون التشكيل، أو العالم بأجمعه ؟ إن الهاجس الذي تنطلق منه هذه الدراسة هو التفكير في المستقبل المختلف للفن، و بما إن فن ما بعد الحداثة كان الأكثر حضورا، لذلك فالبحث يهدف إلى الكشف عن مرجعيات الشكل و تقنياته في فنون ما بعد الحداثة للحقبة من 1950-1975م لما تمثله هذه الفترة من نضوج بالأفكار و في طرائق العرض.