الوسائل الإعلامية و الوسائط الإلكترونية كأحد العوامل المؤثرة في التربية قبل المدرسية

Abstract AR

تعد التربية قبل المدرسية، مرحلة جد مهمة في تهيئة الطفل إلى التعليم الابتدائي، وذلك عن طريق تنمية مهاراته اللغوية، الحركية، الحسية، الانفعالية، الاجتماعية، و طالما أن التربية نظام اجتماعي، و عملية دينامية يراد منها تشكيل السلوك الإنساني بما يتلاءم و الأنماط السائدة للتنظيم الاجتماعي، فإنها تخضع لمختلف المؤثرات المنبثقة عن ظاهرة التغير الاجتماعي، و التي يعد العامل التكنولوجي الإعلامي أبرزها، لما له من تأثير على مختلف النظم و الأنساق الاجتماعية بما فيها الثقافية و التربوية، و تمثل الوسائط الإلكترونية و الإعلامية، أحد منتجات ثورة المعلومات التي خبرتها المجتمعات الإنسانية، في الربع الأخير من القرن العشرين، و التي أفضت إلى تحولات بنيوية عميقة على مستوى أساليب التنشئة الاجتماعية و الأساليب التربوية تحديدا، حيث أضحى الإعلام منافسا لأساليب التربية التقليدية، بما فيها قبل المدرسية، فأصبح الطفل بذلك يعيش في عالم سلطة الصورة و الصوت، متأثرا بما يتلقاه من برامج، قد تؤثر بدورها على قيمه و سلوكه و تصوره للعالم، و كذا نموه الفكري و الحس حركي، مما يخلق تعارضا كبيرا بين ما اكتسبه إعلاميا و ما يتلقاه في مرحلة ما قبل المدرسية، و التي يفترض أن تكون تحضيرية، للمرحلة المدرسية اللاحقة عليها.