التعامل الإنساني و أثره في بناء المؤسسة الرقابية : دراسة تحليلية

Abstract AR

إن الاهمية العلمية من دراسة دور التعامل الانساني ، و أثره في بناء المؤسسة الرقابية تكمن في تحليل المؤسسة الرقابية الى عناصرها الاولية ، و تحديد عناصر القوة و الضعف فيها ؛ و بالتالي نقوم بتعزيز عوامل القوة لكي تستمر في عطائها، و نعالج عوامل الضعف، و الانحلال، و التفكك أو تحيدها؛ و بالتالي القضاء عليها، لكي نخلق مؤسسة رقابية متماسكة، و قادرة على أداء وظائفها الإنسانية، و الاجتماعية، و الرقابية.

يعد هذا البحث من البحوث النظرية التحليلية المهمة التي تهدف الى جمع الحقائق الموضوعية عن الموضوع لأجل التوصل الى طبيعة التعامل الإنساني بين العاملين داخل ديوان الرقابة المالية و تشكيلاته المختلفة، و وضع السبل الكفيلة بتطوير هذا التعامل بينهما، و قد استعمل الباحث طريقتين علميتين في جمع و تنظيم المعلومات؛ و هي طريقة الملاحظة، و الطريقة المكتبية، ففي الطريقة الأولى قام الباحث بملاحظة نشاطات المراقبين، و المدققين، و الموظفين في هذا العمل الرقابي و اهتماماتهم في مناسبات عدة ، و استطاع الباحث ملاحظة أوضاع عملهم أثناء قيامهم بواجباتهم الاعتيادية، و الاستماع الى أحاديثهم و انطباعاتهم عن نوعية التعامل الإنساني بينهم، و أثر ذلك في شد أزرهم من أجل قوة، و تماسك الدائرة التي ينتمون إليها، و حظي مفهوم التعامل الإنساني باهتمام واسع من قبل علماء النفس و علماء الاجتماع و الانثروبولوجيا، و قد حددت مفاهيمه في المنظمة الاجتماعية على أنه من المقومات الأساسية لاستنهاض همم الأفراد، و زيادة معنوياتهم، و دافعيتهم على الإنجاز، و احترام التعليمات بدقة مع تحدي كل ظروف الحياة الصعبة و ضغوطها المادية، و النفسية ، و خلق قناعات لدى أفراد هذه المنظمة تنسجم مع طموحاتها ، و أمانيها؛ وذلك من خلال إجراءات تؤكد على إنسانية الفرد، و دوره الفاعل في تماسك الدائرة التي يعمل فيها، و عرفت الأدبيات العلمية التعامل الإنساني : بأنه الأسلوب الذي يتبعه المدراء في تهيئة الموظفين للقيام بدورهم بمستوى من القناعة و الرضا من خلال العطف، و المشاركة الوجدانية، و الابتعاد عن التعالي و الغرور مع الالتزام بالمساواة و العدالة في إدارة الأفراد خاصة عند تعرضهم للمسألة اثناء أدائهم لواجباتهم في مختلف الظروف، و عرف أيضا على : ( أنه سلوك أداري قائم على أساس احترام إمكانات كل فرد و خبراته؛ و بالتالي إشباع حاجاته المادية و النفسية (، و يعرفه الدكتور احسان محمد الحسن في مؤلفه المدخل إلى علم الاجتماع الحديث بأنه : ( أي اتصال أو تفاعل أو تجاوب يقع بين شخصين أو أكثر لغرض إشباع الحاجات الأساسية، و الثانوية للأشخاص اللذين يكونونها و يدخلون ضمن حدودها (، ) الحسن، 1976 ، ص 63 ( ، و مما تقدم من مفاهيم للتعامل الإنساني تبين لنا قدرة التعامل الانساني على توحيد القوة البشرية في نظام فعال من خلال الاتصالات الإيجابية بين المدراء و الموظفين ليكونوا على إطلاع ، و دراية بمستوى أحوالهم المادية، و النفسية ، والعائلية، و العمل على حل المشاكل، و تذليل المتاعب التي تحد من قدرتهم على الإنجاز؛ و لتحقيق المفاهيم التي وردت يتطلب أن تبني هذه العلاقة جواً أسريا داخل الدائرة الرقابية بحيث تجعل كل الأفراد يشعرون بأهميتهم و مكانتهم لتقوية رابطة الانتماء و الاعتزاز بالمؤسسة التي ينتمون إليها التي ستؤدي إلى زيادة الحماس، و الفاعلية، و النشاط ، و تدفعهم للمزيد من العطاء والإبداع ، و التحمل لتحقيق نتائج نموذجية قادرة على تحقيق أهداف المؤسسة الرقابية و جعلها من المؤسسات الفعالة ، و المؤثرة في المجتمع.