مرعي باشا الملاح و الانتداب الفرنسي على حلب

Abstract AR

أخذ زخم الإصلاحات في حلب بالارتفاع التدريجي بعد فترة الحكم الفيصلي، و شهدت المدينة أعمالا إصلاحية شديدة التنوع إبان فترة الانتداب الفرنسي، بلغت ذروتها في عهد الجنرال بيوت، الذي حمل برنامجا إصلاحيا في مختلف المجالات أقدم على تطبيقه بالمشاركة مع مرعي باشا الملاح في فترة قياسية لم تتجاوز عاما واحدا انتهت مع نهاية عام 1924م، فخرجا من مشاركتهما في هذا البرنامج الإصلاحي بعلاقة رائعة وثابتة استمرت فيما بعد.

ولم يتوقف نسج العلاقة بين الملاح و الجنرال بيوت عند حد الصداقة، إنما نشأت بينهما شراكة فعالة و تعاون إيجابي في مجال الحكم.

أثبت الملاح من خلال منصبه حاكما عاما لدولة حلب، بالرجل الذي تقع على عاتقه مسؤوليات جمة و بالكفاءة و المقدرة الإصلاحية و الإدارية.

و مثلت قضية الإصلاح بالنسبة له أولوية رئيسة في ظل دخول البلاد منعطفا جديدا من تاريخها.

و تجلت رؤية الفرنسيون عند دخولهم إلى حلب في التقرب من شخصيات ذات وزن و ثقل سياسي و اجتماعي ليكونوا عونا لهم في الحكم.

و توجهت الأنظار نحو عددا من الشخصيات و على رأسهم مرعي باشا الملاح صاحب المركز و الثقل في مدينته حلب، و المحاط بثقة شعبية من أهلها.

وقد أدرك الفرنسيون مدى قدرة الملاح في التأثير على المجتمع الحلبي، فتقربوا منه و حاولوا استمالته إلى جانبهم.

و كان تعامل الملاح مع الفرنسيين، كسلطة أمر واقع فرضت على البلاد بقرار من أعلى هيئة دولية هي عصبة الأمم، فلم يظهر بمظهر التابع لسلطتهم، ولم يستجب لأية إملاءات خارجية، و اعتبر وجود الفرنسيين بمثابة مساعدة فنية فقط لا غير، ريثما يصبح بإمكان السوريين أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم.