توظيف اللواصق التصريفية و دلالاتها في بناء محلل صرفي للغة العربية

Abstract AR

تعد اللواصق الصرفية إحدى الوسائل التي تضطلع بإثراء بِنَى الكلمات، و قد وعى نحاتنا دلالتها و أهميتها لكنها تناثرت منهم و تبعثرت في طيات مصنفاتهم، و لم يجمع أحد من القدماء شتاتها في دراسة مستقلة؛ لهذا أخذت هذه الدراسة على عاتقها لم ذلك الشتات مع الاستفادة من معطيات الطفرة العلمية و التفجر المعرفي المتمثل في تقانة الحاسوب و التعويل على معطياته، و الاتكاء عليه في برمجة اللغة، و التعويل عليها في ذلك الفرع التطبيقي؛ من أجل بلورة أنظمة تقوم على توظيف اللواصق التصريفية و دلالاتها في بناء محلل صرفي للغة العربية، و لما كانت اللغة العربية لغة انصهارية، و كانت من الطواعية بحيث تلج إلى الآلة بنعومة و يسر، أضحى من واجبنا نحوها وحقها علينا التفكير في جعلها مواكبة للتطور العلمي والتدفق التكنولوجي، بحوسبتها؛ لتصبح واحدة من مجتمع الصناعات اللغوية العالمية.

و لكي أشيّد صرح ذلك العمل عولت على المنهج الإحصائي والتحليلي فغزلت من هذين المنهجين توطئة و مبحثا نظريا، وعددًا من المباحث التطبيقية، و قفيت كل ذلك بخاتمة، و قائمة بأهم المراجع.

بينت في التوطئة الأهداف و الأسباب و الدوافع، و البحوث السابقة، و المنهج، ثم أردفتها بالمبحث الأول، و الذي عنونته ب: " حول المفاهيم" عرجت فيه على أهم المفاهيم التي تلف العمل و تغمره، فشرحت المقصود بمحلل صرفي، و عرفت اللواصق، والسوابق و المقحمات و اللواحق، و بينت ما بينها من عموم و خصوص...

و وقفت مع تعريف المحلل الصرفي و المهام المنوطة به عموما أو ما رآه البحث من مهام إضافية عزاها له، كبيان بطاقات كل كلمة، و ما تضيفه اللواصق من تحديد البصمة الوراثية لكل بناء.

ثم تحدثت عن السوابق (أل، و حروف المضارعة، و الهمزة، و السين، و الميم، في عدد من المباحث المتتابعة جلوت فيها قيمة و ظائف تلك السوابق و دلالاتها في بناء المحلل الصرفي، و وضعت بطاقة أو شهادة ميلاد لكل لاصقة جامعة مانعة لحدودها، و تحدثت عن المقحمة (التضعيف )، ثم أردفتها باللواحق والتي تمثلت في الضمائر المتصلة، و الألف و النون أو الياء والنون للتثنية (ون، ين) لجمع المذكر السالم، و الألف و التاء، و التاء المربوطة و المفتوحة، و ألف التأنيث المقصورة و الممدودة، و نون التوكيد و التنوين، و ياء النسب في عدد من المباحث التي نصتْ على قيمة وظائفها النحوية و الدلالية في وضع بطاقات و شهادات ميلاد لكل الأبنية التي تنضوي، تحتها، وأضفت لائحة كاشفة من البطاقات المختلة أو القائمة السوداء، و ضربت فيها بعض الأمثال؛ لتكون ضياء أمام المحللين و المبرمجين، ثم ختمت البحث بعدد من النتائج، و قائمة بأهم المصادر التي عولت عليها.