المسؤولية المدنية المترتبة عن مضاري الجوار و البيئة

Abstract AR

نظرية مضار الجوار غير المألوفة تعد من أكثر النظريات التي شاع استعمالها في مجال الحماية من أضرار البيئة و أصبحت من أهم المواضيع التي تناولها الفقه و شراح القانون، و ذلك من حيث تحديد الأساس القانوني لقيام المسؤولية المترتبة عن مضار الجوار و مضار البيئة، بالإضافة إلى مسألة الطبيعة القانونية لهذه الأضرار، و التي تتطلب الحسم فيها سواء بتكييفها طبقا للقواعد العامة للمسؤولية المدنية، أم أنها بحاجة لقواعد تتماشى و تواكب الواقع الخطير و المتحول للأضرار غير المألوفة التي أفرزتها المدينة الجديدة و التي ألحقت ضرار بالبيئة.

و من جهة أخرى، فالأصل هو أن الإنسان حر في التصرف في ملكه مثلما يشاء، إلا أن المشرع تدخل و وضع قيودا على حرية المالك إذ أنه لا يمكنه التمتع بملكيته إلا في حدود ملكه و ضمن السلطات التي يخولها إياه القانون، فإذا ترتب على تصرفه أي ضرر سواء كان ضررا غير مألوف لجاره أو ضررا بيئيا يمس كل من الطبيعة و الإنسان، تطبق عليه المسؤولية المدنية.