دراسة اقتصادية لمحددات التنمية الزراعية بمحافظة الوادي الجديد

Abstract AR

تعتبر محافظة الوادي الجديد من المحافظات الواعدة التي يمكن أن تلعب دورا بالغا في عملية التنمية الزراعية في مصر، و ذلك لما تمتلكه من مساحات واسعة من الأراضي القابلة للزراعة، و المياه اللازمة لهذا التوسع، و موارد بشرية و ثروة حيوانية هائلة.

و تتمثل مشكلة الدراسة في الإجابة على التساؤل الرئيسي التالي : إلى أي مدى يمكن أن تسهم محافظة الوادي الجديد بما تمتلكه من مقومات و موارد اقتصادية و زراعية في إحداث تغيير إيجابي في عملية التنمية الزراعية في مصر؟ لذا، فقد استهدفت الدراسة بصفة عامة تحديد أهم مقومات و دعائم التنمية الزراعية في محافظة الوادي الجديد، لوضع تلك المقومات أمام متخذ القرار للاسترشاد بها عند رسم السياسات و الخطط التنموية الرامية إلى تحقيق التنمية الزراعية المستدامة.

و لتحقيق أهداف الدراسة تم استخدام بعض أساليب التحليل الإحصائي الوصفي و الكمي الشائعة، و ذلك اعتمادا على البيانات الثانوية المنشورة و غير المنشورة من مصادرها المختلفة، و على البيانات الأولية لعينة من مزارعي نخيل البلح بمحافظة الوادي الجديد خلال الموسم الزراعي لعام 2020، و التي بلغ حجمها بشكلها النهائي نحو 365 مبحوثا.

و أشارت نتائج الدراسة إلى أن محافظة الوادي الجديد تحظى بالعديد من الموارد الاقتصادية، و تتمثل تلك الموارد بالمساحات الواسعة من الأراضي القابلة للاستصلاح و التي قدرت بنحو 3.76 مليون فدان تتركز أكبرها في باريس و الفرافرة و الخارجة، و الموارد المائية الوفيرة التي قدرت بنحو 3150 مليون م 3 تتوفر النسبة الأكبر في العوينات ثم الداخلة و بلاط يليهم الفرافرة، و هذه المياه التي تعتبر كافية لاستصلاح و استزراع أضعاف المساحة المزروعة بمحافظة الوادي الجديد في الفترة الراهنة، و بالنسبة التركيب السكاني يتضح أن تعداد السكان يتركز في الداخلة و الخارجة بشكل ملحوظ و بلغت نسبة البطالة في المحافظة بلغت 4.3% .

بالنظر للثروة الحيوانية بالمحافظة يتضح أن أهمها الأبقار بنحو 55% من إجمالي أعداد الحيوانات بالمحافظة ثم الأغنام و بنسبة 28%، أما بالنسبة للإنتاج النباتي فكانت لزراعة الأعلاف النصيب الأكبر من المساحة المحصولية بنسبة 35.6% من إجمالي المساحة المحصولية و البالغة 801 ألف فدان، يليه محصول القمح ثم البرسيم المستديم و الحجازي يليهم الذرة الصفراء و نخيل البلح بأهمية بلغت 25.2%، 6.6%، 5.2%، 4.2%، 3.24% من إجمالي المساحة المحصولية علي التوالي.

و بدراسة التوزع الجغرافي لزراعة و إنتاج النخيل في مصر، أظهرت النتائج الأهمية البالغة لمحافظة الوادي الجديد، حيث احتلت المحافظة المرتبة الأولى من حيث المساحة المزروعة بأهمية نسبية قدرت بنحو 19.5%، و المركز الثاني من حيث عدد النخيل المثمر بأهمية نسبية قدرت بنحو 10.9%، و المركز الثالث من حيث الإنتاج بنحو 8.6% و ذلك كمتوسط للفترة )2017-2019(، الأمر الذي يشير إلى مدى تميز هذه المحافظة في إنتاج النخيل، و امتلاكها لمقومات تنموية كبيرة في زراعة و إنتاج نخيل البلح.

و بتقدير معادلات الاتجاه العام الزمني لأهم المؤشرات الإنتاجية لنخيل البلح بمحافظة الوادي الجديد (المساحة المزروعة، عداد الإناث المثمرة، الإنتاج، الإنتاجية الفدانية، إنتاجية النخلة) خلال فترة الدراسة )2000-2020(، أشارت النتائج إلى أن كل من المساحة و الإنتاج و عدد النخيل المثمر تميل إلى التزايد بوجه عام خلال فترة الدراسة، و بمعدلات زيادة معنوية إحصائيا، في حين لم تتأكد المعنوية الإحصائية لمعدل تزايد كل من الإنتاجية الفدانية و إنتاجية الشجرة، نظرا لتذبذبها بدرجة كبيرة حول متوسطها العام خلال فترة الدراسة.

كما أوضحت نتائج تقدير مؤشرات الكفاءة الاقتصادية و الإنتاجية لنخيل البلح بعينة الدراسة على مستوى الحيازات الزراعية الثلاث بعينة الدراسة، بأن الفئة الحيازية الثالثة (أكثر من 3 فدان) تعتبر أكثر كفاءة من الفئتين الأولى و الثانية، و ذلك و فقا لجميع المؤشرات المدروسة، سواء المؤشرات المتعلقة بالتكاليف الإنتاجية أو المتعلقة بالإيرادات و العوائد، حيث ثبت مبدأ و فورات الحجم (السعة) بالنسبة للحيازات الإنتاجية الكبيرة، و خاصة من خلال تحقيق صافي العائد الأعلى، بالإضافة إلى انخفاض التكاليف الإنتاجية للفدان.

كما تبين من نتائج تقدير دوال الإنتاج والمؤشرات الإنتاجية و الاقتصادية بأن استغلال الأراضي الزراعية بمحافظة الوادي الجديد في زراعة و إنتاج النخيل يتم بكفاءة إنتاجية و اقتصادية جيدة.

و باستطلاع آراء المبحوثين بعينة الدراسة حول العقبات و المشكلات التي تواجههم من مختلف الجوانب المتعلقة بالتنمية الزراعية، توصلت الدراسة إلى أن النشاط الزراعي بوجه عام في محافظة الوادي الجديد يعاني من العديد من المشكلات الإنتاجية و التسويقية، بالإضافة إلى مشكلات أخرى تتعلق باستصلاح الأراضي.

مما يتطلب الإسراع في تذليل تلك العقبات و إيجاد الحلول المناسبة لها، و بما يؤدي إلى تعزيز المقومات والموارد المتاحة.