مشاركة أعضاء هيئة التدريس بالمعرفة وعلاقتها بالثقة بينهم

Abstract AR

لقد أفرزت الثورة التكنولوجية والمعرفية في نهاية القرن العشرين والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ظهور مجموعة من المفاهيم والمداخل في مجال الإدارة العامة، مثل: إعادة هندسة العمليات، وإدارة الجودة الشاملة، وإعادة الهيكلة، لاسيما تطوير مفهوم إدارة المعرفة والتركيز عليه، والذي يكمن في وضع المعارف والمهارات المكتسبة في أيدي العاملين في الوقت والشكل المناسبين، والسهولة الممكنة للاستفادة منها في تحقيق مستويات أعلى من الإنجاز.

وأصبحت إدارة المعرفة من أهم مدخلات التطوير والتغيير في عصرنا الحالي، حيث استطاعت إحداث نقلة نوعية في مستوى أداء مختلف المؤسسات، خاصة المؤسسات التربوية، فهناك نوع من الترابط والانسجام ما بين إدارة المعرفة وأنشطة وفعاليات المؤسسات التربوية بصفتها منظمات معرفية.

لذا فقد أصبحت إدارة المعرفة أحد الحلول الجيدة للتحديات التي تواجهها المنظمات المعاصرة، وذلك لأن المعرفة والمعلومات أصول رئيسة لا غنى عنها لهذه المؤسسات، التي ينبغي أن تتعلم كيفية استثمار هذا الرصيد المعرفي بطرق جديدة، ومن ثم مشاركة هذه المعرفة داخليا بكفاءة وتعلم كيفية نقلها بسرعة للظروف الخارجية من أجل التنافس وتحقيق التميز.

إن تفعيل عوامل المشاركة الفعالة للعاملين يساعد على تحقيق أهداف المؤسسة بصورة إيجابية؛ وذلك لشعور الفرد والجماعة بأن عملية تحقيق أهدافها عبر العمل التشاركي في المؤسسة تحفزهم للحفاظ والرقي بها، ويتحقق ذلك من خلال تحقيق الثقة التنظيمية، وينعكس ذلك في الإبداع، فتصبح ثقافة متبعة للأفراد، وبالتالي الدفاع عن مصالح المؤسسة.

وتعمل المشاركة بالمعرفة على ارتباط الأفراد ببيئة عملهم بشكل أكبر، بحيث يعتبرون ما تواجهه المؤسسة من تحديات تهديدا بالنسبة لهم ولأمنهم ولاستقرارهم، الأمر الذي يؤدي إلى تقبلهم لروح المشاركة برغبة وبروح معنوية عالية، وبالتالي تكون الثقة التنظيمية بين أعضاء المؤسسة، ويتحقق التوافق في الأداء بين أعضاء المؤسسة بكل صدق وشفافية وكفاءة.

لذا نجد أن قراراتهم يتم تنفيذها بيسر وسرعة أكثر، بالإضافة إلى أن المشاركة بالمعرفة تؤدي إلى وجود وسائل اتصال أفضل بين أعضاء المؤسسة.