فاعلية برنامج قائم على الأنشطة الإلكترونية لتنمية بعض مهارات التفكير الناقد و الاتجاه نحو القراءة لدى التلاميذ الفائقين بالمرحلة الإعدادية

Abstract AR

يعد الفائقون مصدرا فريدا للطاقة البشرية التي تسعى الأمم جاهدة إلى الاستفادة منها؛ لأن هذه الفئة تمثل الطاقة البشرية التي لها الدور الفعال في تحمل المسؤليات من أجل النهوض بركب الحضارة في شتى المجالات.

و من ثم ظهرت الحاجة إلى تقديم مناهج و برامج مرنة و طرق تدريس مختلفة للتلاميذ الفائقين بخلاف التلاميذ العاديين؛ لأنهم يختلفون عن زملائهم في ثلاثة أشياء رئيسة و هي: السرعة التي يتعلمون بها، و العمق الذي يفهمون به، و الاهتمامات التي يملكونها نحو الأشياء.

(Johnson، 2000: 2)ويعد تنمية أسلوب التفكير هدفا من أهداف التربية في أي مجتمع معاصر، و يمكن للمدرسة باعتبارها أحد المؤسسات التربوية أن تسهم في تحقيق هذا الهدف بتدريب التلاميذ على مهارات التفكير عن طريق المنهج بما يحويه من محتوى و أنشطة تعليمية، و استراتيجيات تدريسية يستخدمها المعلم حتى يستطيع التلاميذ الفائقين التمييز بين الصحيح و الزائف.

(ياسر بيومي، 2003: 2)وقد أجمعت معظم النظريات على أهمية مهارات التفكير الناقد، بينما الاختلاف تجده في الأسماء التي تطلق على المهارات المتنوعة في هذا المجال، إلا أنه يبدو أن هذه المهارات لا تختلف إطلاقا فيما عدا الاختلاف الدقيق، و لعل أشهر من تناول بالبحث و الاستقصاء مهارات التفكير الناقد (بيتر فاشيون) الذي استند في تحديده لمهارات التفكير الناقد على ما توصل إليه في اجتماع هيئة خبراء دلفي عام 1992 حيث توصل ذلك المؤتمر إلى وضع قائمة بمهارات التفكير الناقد الرئيسية، و المهارات الفرعية التي تندرج ضمن كل مهارة رئيسية، هي: مهارات التفسير، مهارة التحليل، مهارة الاستنتاج، مهارة الشرح، مهارة الاستدلال، مهارة تقويم الحجج، و مهارة إصدار الأحكام، و اتخاذ القرار.

و تعد القراءة أرضا خصبة للتعمق في فهم المقروء و تحليله، و التعرف على معاني الكلمات و تفسير العلاقة بين التراكيب اللغوية، و استنتاج معنى المقروء، و التمييز بين الرأي و الحقيقة وهي بذلك يمكن من خلالها تنمية مهارات التفكير الناقد.

(سلوى محمد، 2011: 451)فقد حفظت القراءة للجنس البشري إرثا كبيرا من التاريخ و الحضارة و جوانب الحياة المختلفة، فإذا كانت القراءة عموما هي الأساس في كل تقدم بشري حققه الانسان في الماضي أو في الحاضر أو ما سيحققه في المستقبل، و القراءة خصوصا هي التي أعطت للأشياء بعدا حقيقيا، و مكن الانسان من خلاله الحكم على مصداقية الأشياء أو عدمه، وهي التي جعلت الانسان يوازن بين الأمور فيعرف الحقيقة و يميزها عما سواها.

( هالة ناجي، 2009: 73)لذا يستخدم البحث الحالي موضوعات القراءة في تنمية مهارات التفكير الناقد لدى تلاميذ الصف الأول الإعدادي الفائقين بخلاف الدراسات السابقة التي تنمي مهارات التفكير الناقد لدى التلاميذ من خلال مناهج مختلفة كالنصوص الأدبية و القصة و النحو وغيرها من مناهج اللغة العربية وذلك باستخدام استراتيجيات و مداخل تدريسية متنوعة، وفيما يلي عرض أمثلة لتلك الدراسات: دراسة مارتن و كاثلين (Martin &Kathleen، 2000)، و دراسة جونج و كيلر Joung & Keller، 2004))، و دراسة المعتز بالله زين الدين(2006)، و دراسة بهيرة شفيق الرباط (2011).

و نظرا لأهمية القراءة فقد دأب كثير من الباحثين في البحث عن اتجاهات التلاميذ نحو القراءة و تنميتها من خلال مداخل و استراتيجيات و برامج مختلفة لتنمية اتجاهات المتعلمين في المراحل التعليمية المختلفة نحو القراءة منها: دراسة مروى محمد عبدالوهاب (2006)التي استهدفت تنمية اتجاه تلاميذ المرحلة الإعدادية نحو القراءة من خلال تنمية مهارات القراءة الناقدة لدى هؤلاء التلاميذ، كما استهدفت دراسة علي إبراهيم إسماعيل (٢٠٠٨) تنمية الاتجاه نحو القراءة لدى تلاميذ الحلقة الثانية في المرحلـة الابتدائية بمملكة البحرين، كما أن دراسة زينب محمد السقا (2012) استهدفت تنمية اتجاهات الطلاب المرحلة الثانوية نحو القراءة من خلال تنمية مهارات الكتابة الابداعية و التعرف على أثرها على مفهوم الذات لدى الطلاب، كما هدفت دراسة خلفان ابن سالم الكحالي (2016) الكشف عن أثر بعض استراتيجيات التعلم النشط و ما و راء المعرفة في تنمية التفكير الناقد و تحسين التحصيل و الاتجاه نحو التعلم في التربية الاسلامية.