نقد الماركسية، الشخصانية، ومفهوم السبورنست في ضوء فلسفة نيكولاي برديايف

Abstract AR

يعتبر نيكولاي ألكسندروفيتش برديايف (1874-1948) واحدا من أهم الفلاسفة الوجوديين الذين مثلوا ما يعرف بالوجودية الدينية؛ فالفيلسوف الروسي المولود في كييف (أوكرانيا اليوم) يعتبر من الفلاسفة الذين استوحوا الروحانية المسيحية الشرقية في تقديم رؤية جديدة لمعنى الوجود ومعنى التاريخ والكينونة الإنسانية، من دون أن يعني هذا أنه كان ينظر من ضمن صفوف الكنيسة؛ فبرديايف كان من أشد المعارضين والمنتقدين للكنيسة بشكل عام، والكنيسة الروسية بشكل خاص، سلوكا ومفاهيم، وقد وصف الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بأنها تقوم على الخوف وبأنه تفوح منها رائحة الهرطقة والطائفية.

وبرديايف، الماركسي السابق، قدم أيضا مفهومه للشخص (Lichnost’) الذي يمكن فهمه في ضوء نقده للماركسية ومفهومها الاشتراكي.

والشخص الإنساني نقيض للفرد، من حيث أنه كينونة ذات بعد روحي وليس مجرد كينونة بيولوجية طبيعانية، ومن حيث أنه كينونة فريدة ذات بصمة لا تتكرر.

كما تميز برديايف أيضا بمتابعته للتنظير لمفهوم "السبورنست" أو "المتحد الكوني" الذي ابتدأه المفكرون الروس منذ القرن التاسع عشر، فقدم رؤيته للمجتمع البشري المثالي المؤسس على الشخص وليس على الفرد ونظرته للخلاص النهائي للبشر.

وفي هذه الدراسة سيتم النظر في نقد الماركسية ومفهومي الشخص والسبورنست في ضوء فلسفة برديايف، وطرح بعض النقاشات والتطبيقات العملية من الواقع اليومي في ضوء هذه الفلسفة.