دور النضج المؤسسي كمتغير وسيط في العلاقة بين رأس المال الفكري و تحقيق المناعة التنظيمية "دراسة تطبيقية على البنوك التجارية المصرية"

Abstract AR

تحدث كثير من التغيرات البيئية في كل من البيئة الداخلية و الخارجية فضلا عن حدة المنافسة بما يوجب على المنظمات المصرية أن تزيد من فاعلية عمليات و ممارسات الإدارة الداخلية دعما وضمانا لتحقيق التطوير المستمر وفي الاتجاه الصحيح المناسب لطبيعة التغيرات البيئية و الخطط المستقبلية، و بالتالي كان من الضروري أن تحرص المنظمات على الاهتمام بإجراء تقييم دائم لمدى تمتع المنظمة بالنضج المؤسسي بما يوجب أن تكون التغييرات المؤسسية مخططة و بصورة موجهة تستند إلى تحليل الفجوة بين توصيف الواقع الحالي و ما تنوي المؤسسات تحقيقه في المستقبل.

وقد لاحظ الباحث أن المنظمات تعيش مثل الإنسان في بيئة متقلبة و سريعة التغير يجعلنا نصنفها بأنها بيئة معقدة تتعدد متغيراتها و يكثر فيها معدل التغير بما أوجب على المنظمات أن تتسم بمهارة التكيف مع الظروف الحالية و المستجدة و تحمي نفسها من المخاطر التي تحيق بها و يمكن أن تتعرض لها في الوضع الراهن أو في المستقبل، مما يوجب الحرص على مراقبة التغيرات السريعة و الديناميكية المتلاحقة في البيئة الداخلية و الخارجية بجد و اهتمام، و تعزيز قدرات البيئة الداخلية من خلال تعزيز نقاط قوتها، و العمل على سد الثغرات و معالجة نقاط الضعف لتقوية البنية و القوام المؤسسي- و الذي يتم الإشارة إليه على أنه دعم مقومات المناعة التنظيمية، حيث تعتبر المناعة التنظيمية إحدى الركائز الرئيسية لتوجهات الإدارة الحديثة من الناحية النظرية و الممارسة العملية و التي يتم من خلالها تنفيذ عملية الدفاع التنظيمي لحماية المنظمة من التهديدات و يتم تخطي التهديدات التي قد تواجهها.

و تعمل مختلف الشركات بصورة متواصلة على حماية أركانها و بنائها التنظيمي و المؤسسي من التهديدات المختلفة من خلال الاعتماد على الموارد ذات القيمة و التي تتسم بالتفرد بما يجعلها نادرة و يمكن اعتبارها ميزة تنافسية لمواجهة حدة المنافسة في ظل بيئة تتسم بالتعقد مع الاستفادة من خبرات المنظمات المماثلة بحيث تكون مناعة المنظمة طبيعية أو مكتسبة.

وفي ظل الأهمية المزايدة لرأس المال الفكري في ظل التحديات و التهديدات الحالية و المستقبلية صار هو رأس المال الحقيقي ذات القيمة و الذي يحقق الاستدامة و يستحدث قيمة مضافة متجددة للمنظمات باعتباره الآلية التي يمكن أن تحقق التجديد المستمر لتفعيل عمليات الإبداع و تنشيط الابتكار، و بما جعله القائد الحقيقي في عملية التغيير و التطوير الذي يقوي و يدعم مقومات تميز المنظمات و تقوية مناعتها، و من خلال قدرته على تحويل المعرفة إلى قيمة، لذا على المنظمة أن تنتبه و تركز على كيفية تنمية رأس المال الفكري لامتلاك مقومات تتفوق فيها على منافسيها، بما جعل من رأس المال الفكري أحد الأصول غير الملموسة الذي يتكون من الكفاءات البشرية و تفعيل النظم و تقوية علاقات العملاء التي توفر للمنظمة مركزا متميزا في السوق، و بالتالي يجب على المنظمات محاولة الاستفادة من الطاقات البشرية المتوفرة لديها من أجل رفع مستوى أدائها و الارتقاء به، وذلك من خلال تنمية و تطوير رأس المال الفكري و المحافظة عليه باعتباره يمثل أصلا استثماريا يجب استغلاله و الاستفادة منه.

و تبين للباحث أنه يجب توافر الأفراد ذوي السمات الخاصة الذين يمتلكون عصب الامكانات التنظيمية من أجل تحقيق النضج المؤسسي و بناء و تقوية حالة المناعة التنظيمية، و بالتالي يحرص الباحث إلى تحليل إلى أي مدى يمكن لرأس المال الفكري بالمنظمات أن يساهم من خلال تأثيره على النضج المؤسسي كمتغير وسيط في تقوية المناعة التنظيمية بالتطبيق على البنوك التجارية المصرية.