مستقبل الكتاب الجامعي بالجامعات العربية : جامعة القصيم نموذجا

Abstract AR

التعليم الجامعي ظاهرة إنسانية رفيعة، تعلو فوق السحاب وفوق التقدير، وقيمتها لا تقدر بثمن، فالجامعات ليست خزائن كتب، أو أماكن لصب عقول جاهزة، بل هي مراكز فكر و تنوير و إشعاع و تطوير؛ لقيادة المجتمعات، وحل مشكلاتها، و الحفاظ على استقرارها و هويتها، فالجامعات في العصور الحديثة من المقومات الرئيسة للدولة العصرية، و من ثم فإن أي تطوير أو تحديث في المجتمع لابد أن يبدأ أولا بالجامعة.

لذلك فالتعليم الجامعي و العالي له عديد من الأهداف يسعى لتحقيقها من خلال مؤسساته؛ لخدمة المجتمع و الارتقاء به حضاريا، و ترقية الفكر، و تقديم العلم، و تنمية القيم الإنسانية، و تزويد البلاد بالمتخصصين و الفنيين و الخبراء، و إعداد الإنسان المزود بأصول المعرفة، و طرق البحث من خلال نقل المعرفة لطلابها، و نقد تلك المعرفة في ضوء النظريات الحديثة، و فلسفة المجتمع، ثم الإضافة إلى تلك المعرفة، و الإعداد لتخصصات مستقبلية تفرضها تطورات العلم، و احتياجات العصر، و مطالب المجتمع المستقبلية (5، ص 203)^(**)، و التطبيع الاجتماعي و الثقافي للطالب وفقا لخصائص مجتمعه و نمطه الثقافي، و إعداد الشخصيات القيادية على كافة الأصعدة، و إعداد الطلاب لمهن تخصصية؛ لربط التعليم الجامعي بسوق العمل، فالإعداد الجيد، و التأهيل الأكاديمي و الفني يبث روح الاعتماد على النفس في عقول هؤلاء الطلاب، و يجعل لهم أدوارا فعالة و مباشرة في خطط التنمية و زيادة معدلات الإنتاج (48، ص 73) (21، ص 28).

لكن بالطبع تواجه الجامعات العديد من التحديات أهمها التوجه العالمي نحو مجتمع المعرفة، في ظل المستجدات العلمية و التكنولوجية، و التقدم العلمي المذهل في الحياة المعاصرة، و كذلك المستجدات الاقتصادية و ظهور التجارة الإلكترونية (18، ص158)، كل هذا شكل أزمة للتعليم في عصر المعرفة؛ بسبب سرعة تقادم المعارف و المعلومات، و ضعف مؤسسات صناعة المعرفة، خاصة في ظل ربط المعرفة بالربح المالي (29، ص58).

(**) يشير الرقم الأول إلى رقم المرجع بقائمة مراجع البحث، و ما بعد حرف (ص) إلى أرقام الصفحات بالمرجع.