فاعلية الأنشطة الإثرائية في تنمية التفكير الابتكاري في مادة الفيزياء لدى الطلاب الفائقين بالمرحلة الثانوية

Abstract AR

يشير التاريخ البشرى إلى أن كل تقدم حقيقي، وكل إنجاز مؤثر و فاعل في حياة الناس قام على الإبداع و الاختراع، الأمر الذي يعنى بكل وضوح أنه لولا المنح الإلهية التي تميز بها البعض من بني الإنسانية لما كان بالامكان أن تتطور الحياة، و تتقدم الشعوب؛ لمواكبة المخترعات العلمية.

إن التحديات القادمة في القرن الحالي تحديات إبداعية في كافة المجالات فمن أجل النهوض بركب الحضارة تسعى الأمم جاهدة إلى استثمار طاقتها المتنوعة و ثرواتها المحلية، و على رأس هذه الثروات و الطاقات تلك الثروة البشرية.

و لأن فئة الفائقين يمثلون طاقة بشرية لها الدور الفعال في تحمل المسئوليات؛ لذا تسعى الأمم و البلدان جاهدة للكشف عن هؤلاء الفائقين ورعايتهم حيث تمثل رعاية الفائقين استثمارا طويل الأجل يضمن توافر أهم عنصر من
عناصر التفوق و الرقى، وهي القوى البشرية القادرة على القيادة الفكرية و العلمية و التكنولوجية في الحاضر و المستقبل بما منحها الله من قدرات و استعدادات متميزة (سليمان إبراهيم، 2014، 45 ).

وقد أصبحت المجتمعات البشرية تركز في وقتنا الحاضر على تحقيق الاستفادة المرجوة من أفرادها و طاقاتهم المختلفة، بصفتهم ثروة بشرية لا تقل أهميتها عن الثروات الطبيعية، وكما ترى بعض هذه المجتمعات و الدول أن الطاقة البشرية هي وسيلة التنمية وأن أداتها الأولى هم الطلاب الفائقون؛ لذا أولت أبنائها الفائقين كل رعاية و اهتمام وسعت بكل جدية لاكتشاف ذوى المواهب و القدرات المتميزة؛ بهدف توفير الرعاية الملائمة لهم و تنمية مواهبهم إلى أقصى ما تؤهله لهم قدراتهم الطبيعية؛ و لذلك أصبح الاهتمام بهم يمثل حتمية حضارية تفرضها التحديات المستقبلية تحقيقا لرفاهية المجتمع و تقدمه وحلا لمشكلاته المتعددة وضمانا لازدهاره العلمي و التكنولوجي (عزيزة نصار، 2013، 59 )0وقد أضحى الاهتمام بالمتفوقين توجها عالميا من خلال ما تقوم به الدول المتقدمة من رعاية و اهتمام بأبنائها المتفوقين و الموهوبين، و تأتي في طليعة هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية التي قامت مدارسها و معاهدها بتنفيذ مجموعة من البرامج القومية للأطفال و المراهقين منها: ( نموذج الهاءات الأربع ) و يضم كل برنامج مجموعة من الأنشطة المختلفة في شتى مجالات الحياة تسهم في تنمية مواهبهم بجوانبها المختلفة، و تعمل على إكسابهم المهارات الحياتية المتعددة، و إعدادهم للحياة في مجتمع متطور (عوني شاهين، 2019، 320 (.