درجة توظيف معلمي اللغة العربية في الحلقة الثالثة للذكاء اللغوي في مدارس إمارة الشارقة

Abstract AR

يعتمد التقدم الحقيقي في حياة الإنسان على التعليم بشكل كبير، كما أن نهضة المجتمعات تكمن في التعليم، و على أثر ذلك انصبت جهود و مساعي الكثير من الدول على تحقيق الجودة في التعليم، و حرصت على تنمية قدرات المتعلمين و إمكاناتهم و تلبية احتياجاتهم؛ كي يتمكنوا من اللحاق بركب التقدم العلمي و الثورة التكنولوجية التي بلغت ذروتها في هذا العصر.

و لقد سعت دولة الإمارات العربية المتحدة جاهدة من خلال وزارة التربية و التعليم، و بشكل ملحوظ إلى رفع مستوى التعليم، وذلك من خلال إدخال التحسينات في برامجها و سياستها، و ماتقدمه من دعم شامل لخلق مناخ تعليمي يلبي حاجات المتعلمين، و يسعى لتحقيق النتاجات التعليمية المخطط لها، و التي تتوافق مع فلسفة مجتمعها متسمة بالحداثة و الجودة و الأصالة.

و الجدير بالذكر أن للمعلم دورا رئيسا في جعل العملية التربوية تتجه نحو النجاح، و المعلم المدرك لنظرية الذكاء المتعدد المسخر لقدراته جدير بأن يجعل التعليم مختلفا بحيث يكون له منحى مختلف تماما، فينتقل من كونه ملقنا للمعارف إلى المرشد والموجه الملهم المحقق للنتاجات التعليمية المنشودة من خلال المرونة و التنويع في طرائق التدريس، إذ أن نظرية الذكاء المتعدد لاتخضع لقواعد محددة إلا بما يخص كل ذكاء حيث ثبت أن لكل منها متطلبات معينة تفرضها، و من ثم يمكن القول بأن نظرية الذكاء المتعدد تعد نموذجا لتقديم حلول تمكن المعلمين من إعداد و تصميم خبرات تسير بالعملية التعليمية التعلمية نحو ما تصبو إليه المؤسسات التربوية من نجاح (عبدالهادي: 2008).

و لقد نالت مسألة البحث و التساؤلات حول القدرات العقلية و مالها من أهمية منذ العصور اليونانية؛ مما نتج عنه المزيد من الدراسات و الأبحاث التي تسلط الضوء حول العقل البشري و العمليات التي يقوم فيها حياة الإنسان (Dembo، 2010).

و شهدت المؤسسات التربوية التعليمية قبل ظهور نظرية الذكاء المتعدد جمودا واضحا في أساليب التدريس، مكتفية بملء عقول الطلبة بحفظ المعلومات بسبب الاعتقاد السائد آنذاك حول طبيعة الذكاء وكونه صنفا و احدا، و هذا الاعتقاد الذي نتج عنه الحد من قدرات و إمكانات المتعلمين (حسين، 2008).

وفي عام (1983) ظهرت نظرية الذكاء المتعدد Multiple Intelligence على يد عالم نفس النمو الأمريكي هوارد جاردنر (Howard Gardner) من خلال كتابه: أطر العقل Frames of Mind و الذي تبنى فيه مع غيره من العلماء مجموعة من الأفكار عن قدرات العقل البشري و تمييز أنواع الذكاء، وأن اختبارات الذكاء ليست هي العامل الوحيد لتقييم ذكاء الشخص، كما يشير جاردنر إلى قدرة العقل البشري على بناء و تقدير الأشياء مع قياس آلية فهم و استيعاب كل شخص لها، وطور جاردنر مع زملائه فكرة الذكاء المتعدد و قدم طرقا لقياس إمكانات كل شخص و آلية حل المشكلات ((Octaberlina& Asrifan، 2021 و هذا يدحض فكرة أن الذكاء أحادي بل هو متعدد، وأن كل شخص لديه ذكاءه الخاص، و يتميز في نوع أو أكثر.

وفي ذلك يشير (بلعاوي، 2011) إلى أن الدراسات المسحية وشبه التجريبية التي أجريت على مجموعة من التخصصات، وضمن بيئات متنوعة أكدت وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الأفراد فيما يمتلكونه من أنواع الذكاء.