الانحرافات الاقتصادية لقوم مدين وانعكاساتها على الاستقرار الاجتماعي: المنهج العلاجي لنبي الله شعيب عليه السلام

Abstract AR

اختار الله سبحانه وتعالى الأنبياء والرسل وهم خير خلقه، واصطفاهم لحمل الأمانة وتبليغ الرسالة، فأضاءوا للبشرية الطريق المستقيم الموصل للخير، وجاءت الرسالة الخاتمة رسالة الإسلام على يد الحبيب المصطفي سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، فأنزل الله سبحانه وتعالى عليه القرآن الكريم، وفيه قصص الأنبياء والرسل السابقين عبرة لمن يعتبر، قال تعالى: لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون.

ومن المهام الأولى للرسل والأنبياء عليهم السلام التعريف بالله عز وجل والدعوة إلى الوحدانية، بالإضافة لمهام أخرى، من أهمها علاج التصرفات السلبية السائدة في مجتمعهم كل حسب ظروفه وأفعال قومه، ومن أبرز ما جاءت الرسالات السماوية لترشيده وإصلاحه هو السلوك الاقتصادي للأمم، وذلك وفق منهج إيماني وأخلاقي يحافظ على الحقوق والحريات ويحقق الانتفاع بالموارد المتعددة.

وبمرور الأزمان يتبين أن الاقتصادات المعاصرة بنيت على المادية والأنانية بسبب البعد عن تعليمات الأديان السماوية وعدم الالتزام بها، حيث انتشرت الممارسات الاقتصادية غير الأخلاقية، والتي نتج عنها مشاكل عديدة، لا علاج لها إلا بالعودة إلى تعاليم الدين الحنيف واتباع البعد الأخلاقي والإنساني في المعاملات الاقتصادية.